بكره شي نهار

بقلم عبد الخالق قلعه جي

كثيراً ما نقرأ عبارات تتصل بحقوق الملكية .
حقوق متعددة تنضوي تحت هذا المصطلح .. حق للمؤلف .. للطبع والنشر .. للعلَامة التجارية ، .. لبراءات الاختراع ، خامس وسادس ، لنماذج صناعية وغيرها .
وغالباً ما يكتب تنويه يرقى إلى درجة التحذير أن الحقوق محفوظة ومسجلة تحت طائلةٍ و طائلة .. وكثيراً ما شهدت الأوساط المختلفة رفع دعاوى نتيجة التعدي المادي أو المعنوي على هذه الحقوق .
سداً للذرائع لابد أن أبرأ ساحتي أولاً فأقول إنه لمن قبيل المصادفة أن يكون عنوان اليوم أيضاً هو عنوان أغنية .. نستأذنك جوليا ، والأمانة تقتضي أن نستأذن معك الأديبة الشابة ياسمين حناوي التي اتخذت لروايتها نفس العنوان .
ضوء قناديل وشارع طويل ذكرني بالموعد الجميل
إلى هناك أخذتني خطاي … إلى شارع التلل ..
كان كل شيء يملأ عيني .. إيقاع الوقت وأسماء السنوات .
بين العزيزية والمنشية القديمة مفارق ودروب أوصلتني ، وطوبى لمن حاز الوصول .
في برنامج اشتقنا يا حلب سألتني الزميلة أجفان عن الذاكرة فأجبت بما معناه .. إنها البارحات من الأيام .. لحظاتنا التي نحيا ، والقادمات … إنها النقطة التي تكون لتشكل الحرف والدائرة .
على الرصيف دارت عجلة الزمان .. و بسرعة النور طاف بي محرك الأمل واليقين ، يستعرض تفاصيل التلل .. الشارع والحي الذي له في أقراص الذاكرة الكثير من المجلدات المحفوظة .
محلات للألبسة و بسطاتها .. محل الطرقجي للحلويات أول السوق .. حقائب وأحذية ..محال للرياضة ..وأخرى للبياضات والعرائس وغيرها و غيرها .
مفارق أيضاً تأخذنا إلى عبَّارة .. وأخرى إلى سوق الذهب وساحة فرحات الشهيرة .. ونواقيس للمحبة والإيمان ومدرسة .
على اليمين .. وبعد منتصفه بقليل ، وقبل أشهر غير بعيدة ، ومن كنيسة أم المعونات .. كانت روح الأيقونة ميادة بسيليس تصعد إلى السماء ، والملائكة ترنم وصيتها الأخيرة .
كل التفاصيل تقول إن هذا الشارع – شارع التلل – يسترد عافيته بعودة معظم فعالياته متابِعةً الحياة من جديد… تقول ذلك أيضاً ، بعض الأبنية التي شيدت مؤخراً هناك .
يذكر أهالي حلب وسيداتها بشكل خاص ألق هذا السوق في وقت من الأوقات .. وكيف سحب البساط من سوق وراء الجامع بعد أن كان السوق الرئيسي للألبسة النسائية بحلب قبل أن تزحف الأسواق الجديدة إلى العزيزية وجورج لحدو والسليمانية والموكامبو وشارع النيل والفرقان وسيف الدولة والشعار وغيرها
يمكن لزائر المدينة القديمة الآن أن يمتع ناظريه ويتلو آيات الشكر وهو يتجول في الأسواق والخانات التي عادت لتقوم من جديد .
ما نرنو إليه أكثر .. وما نطمح إليه أكبر ..
وبالتأكيد هناك أيضاً الكثير مما يمكن و يجب الحديث عنه وفيه ، ما يتعلق بالعناوين الخدمية والإجرائية وبرامج العمل والتسهيلات وغيرها ..
واجبٌ تحملنا إياه روح كل حجر من حجارة التاريخ والحضارة والمستقبل ، وحقوقٌ نأملها محفوظة وفاءً وعملاً ..
نقطةٌ
مابين كافِه والنون
صارت
ثلاثة من أحرف
قبل آلاف الأعوام .
( بكره شي نهار )
قضى ربي
فاء .. و ..يكون .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار