محمد الأحمد
وأنا استعرض التقرير اليومي الصادر عن المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان حول الكميات المستلمة من الأقطان المحبوبة استوقفني الرقم المتواضع للكميات المسوقة لتاريخه مقارنة مع الموسم الماضي وما سبقه من مواسم .
فرغم هذا العام لم تتجاوز الكميات المسوقة الآلاف الخمسة من الأطنان المحبوبة مقارنة مع الموسم الماضي الذي زاد على / 13/ ألف طن ، و في الأعوام السابقة يكاد يصل إلى مئات الآلاف من الأطنان وكل هذا الحديث عادي ، لكن من خلال تواصلي مع أحد المعنيين في زراعة هذا المحصول والتسعيرة المقررة لشرائه أكد أن القطن السوري مرتبط بسعر القطن عالمياً .
فعندما أقرت الحكومة رفع سعر الكيلوغرام الواحد من القطن المحبوب بـ/ 2500/ ليرة كان السعر مجزياً لكن مع ارتفاع سعر القطن عالمياً أصبح قليلاً وهذا يجب أن يترافق مع السعر العالمي خوفاً من تهريبه كما يحصل اليوم ، لذلك فالسياسة السعرية للمحاصيل الزراعية خاطئة ما زلنا في حالة حرب وعلينا مجاراة الأسواق العالمية والدول المجاورة لمكافحة التهريب من جهة وتشغيل منشآتنا الصناعية التي تعتمد على محصول القطن من جهة سواء أكانت نسيجية أم غذائية وحتى تصنيع الألبسة والاستفادة من القيمة المضافة.
فاليوم سعر الكيلو غرام من القطن لدينا / 2500/ ليرة سورية في حين يفوق الأربعة آلاف في دول الجوار وهذا يشجع الجشعين والمهربين على تهريب المنتج إلى خارج القطر ، لذلك علينا أن نتمتع بالمرونة السعرية حتى في الموسم الواحد وحسب السوق العالمية.