• المحامي سمير نجيب
تشهد الاراضي الفلسطينية المحتلة وبالقلب منها القدس عمليات بطولية ضد قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه ينفذها ابناء الشعب الفلسطيني في اطار الصراع المفتوح مع هذا الاحتلال الممتد منذ اكثر من قرن من الزمن هذا الصراع الذي أورث ثقافة المواجهة وعدم الاستسلام والخضوع للاحتلال ، ثقافة بنيت على وعي وادراك ان اختلال موازين القوى لصالح الاعداء لا يعني الاستسلام والقبول بالأمر الواقع بل مواجهته بالوسائل المتاحة مستندين الى الارادة الصلبة والحق فكانت العمليات البطولية في القدس واراضي الضفة الغربية المحتلة بالاساليب المتاحة بدءاً من الطعن بالسكين الى عمليات الدهس مرورا بالحجارة وحتى الاشتباك بالايدي دفاعا عن الارض والمقدسات التي ينتمي إليها هذا الشعب الحي . والملفت ان معظم هذه العمليات البطولية والمواجهات هي من شريحة الشباب المتعلم والمثقف والذي ولد بأغلبه بعد اتفاقيات ما يسمى بالسلام بين عدد من الانظمة العربية والكيان الذي أراد من مسار التسوية هذا واتفاقيات التطبيع حسب اعتقاد قادة الصهاينة كي الوعي الفلسطيني لقبوله ثقافة ما يسمى بالسلام” الاستسلام” والتعايش مع هذا الكيان الغاصب ولكن هذا الشعب الذي يدرك أبعاد المشروع الصهيوني وأهدافه كمشروع استيطاني عدواني يستهدف حاضر ومستقبل الامة ووجوده نقيض للسلام فتمسك هذا الشعب بثقافة وخيار المقاومة والمواجهة والاشتباك المفتوح مع الاحتلال ايمانا منه بأنه اذا لم يكن اليوم قادراً على هزيمة الكيان الصهيوني بهذه العمليات البطولية في ظل موازين القوى المختلة لمصلحة الاحتلال الا أنه قادر على خلق سياسة الرعب بل الردع لإبقاء المستوطنين في حالة رعب دائم ولإرباك مخططات الكيان الاستيطانية ويرسل رسالة لكل العالم بأن هناك شعب مظلوم محتلة أرضه ولن يستكين هذا الشعب المناضل وسيقدم التضحيات ويروي الارض المقدسة بدماء أبنائه الطاهرة مستنداً الى عمقه العروبي ومحور المقاومة حتى هزيمة هذا الكيان وتحقيق اهداف الشعب بالتحرير والعودة.