الجماهير – عتاب ضويحي
رجعت الشتوية لكن ليس على صوت فيروز وكلمات الرحابنة ، فليس للهوى مشاوير، ولا طارت العصافير، ولاأغنية منسية على درج السهرية.
الشتوية لدينا مختلفة تماماً ومن طراز آخر لامكان فيها للرومانسية ، فالشتوية يصعب التعامل فيها مع البردية، في ظل تأخر توزيع الحصص المازوتية، و الظلام والعتمة برعاية كريمة من الشركة الكهربائية بزيادة ساعات التقنين على ساعات التقنين غير االرحمانية ،أما المواصلات فألحانها شجية، انتظار وانتظار وتكبيس ركاب كأنهم “قطرميز مكدوس” مهيأ لوجبة الإفطار الصباحية، وما يشعل شتاؤنا لهيب الأسعار غير المنطقية، وتفكر ألف مرة وتنقلب على عقبيك إذا أردت شراء فروجة مشوية، أما اقتناء معطف أو حتى جوارب صوفية، فضرب من الخيال ومغامرة جنونية، وصراع دائم بين الممكن والأحلام الوردية .
ولسان حال المواطن يبتهل بالدعاء ويقول رب لاتجعلني بدعائك شقيا رجاءً بحل مشاكله اليومية ، أما إن طال الوضع على ماهو عليه فياليتني كنت نسياً منسيا ،
فهل نكتفي يافيروز عند شتوية وضجر وليل، ونقف عند خبيك بعينيا وننتظر الحلول الخلبية.