الجماهير || زينب شحود
” طلاع لبرا “..هي عبارة قد تسمعها أثناء تمضية وقتك الثمين في استكمال بعض الأوراق الثبوتية في معاملة رسمية أو ماشابه ، فحينما تدخل بوجهك المبتسم إلى أحد المديريات ، يستقبلك موظف ذو وجه سموح يقف كتمثال الحرية رافعاً أنفه ، ولكن مع عقدة للحاجبين ويقول لك : ( لوين مفكر حالك داخل؟؟) فتضطر لشرح الأسباب الموجبة له لدخولك المديرية ، ثم بعد أن يفرج عنك ويسمح لك بالدخول تبدأ رحلتك السعيدة مع جمع التواقيع والطوابع الواجب عليك دفع ثمنها دونما أي اعتراض ، فتدخل إلى أحد الموظفين – وجهه سموح أيضاً – أسعد الله صباحك يا أخي ( تقول أنت) أما هو فلا يرد ، يستلم منك الورقة المراد توقيعها ويرمقك بنظرة تشعرك بالندم على وجودك أصلاً في هذه الحياة ويقول لك بصوت دافئ شجي (تعا الأسبوع الجاي) وطبعا دون أن ينظر إلى محتوى الورقة التي سلمته إياها ، والتي ربما تكون ورقة رسم ابنك عليها وجه معلمه ( السموح أيضا )في المدرسة ، وعن طريق الخطأ تسربت إلى جيبك واختلطت بأوراقك فسلمتها للموظف الحنون .
ثم تبدأ أنت محاولاتك الفاشلة حكماً، في استعطاف الموظف للنظر إلى محتوى الورقة على الأقل ، وإمكانية التسريع في عملية توقيعها ووضع الأختام اللازمة وغير اللازمة عليها ، لأن منزلك بعيد ، وربما تكون شخصاً كبيراً بالعمر لا يمكنك الصعود والنزول على السلالم المريحة في المديريات ، فتأتيك صفعة الرد من الموظف ذي الوجه السموح 🙁 طلاع لبرا قلتلك بعد أسبوع) ….
وهكذا عزيزي المواطن عليك الاعتذار وطلب المغفرة من هذا الموظف لأنك أغضبته حتى لا تعود أدراجك دونما جمع التواقيع والأختام الملونة….
ومن هذا المنطلق – عزيزي المسؤول- أنصحك بالتخفي مثل أيمن زيدان في مسلسل يوميات مدير عام حتى تتمكن من رؤية الموظفين أصحاب الوجوه السمحة البريئة العطوفة ، ولا تنس اصطحاب ورقة تحتاج إلى توقيع ما ، حتى تنال ما ناله ذاك المواطن في رحلته السعيدة في أحد الكواكب المؤسساتية في مدينة حلب ولتكتشف فيها مالا يمكن أن يتصوره العقل.