الجماهير – أسماء خيرو
من المطرزات التي تتحدث عن جماليات البيئة المحلية إلى لوحات الفسيفساء الملونة والمذهبة التي تنبض بالوجدان التصويري، ومن أدوات التنظيف إلى مأكولات المطبخ الحلبي والحلويات والإكسسوارات، ومن صناعة الحقائب الجلدية وخياطة الألبسة النسائية والولادية إلى صناعة الأحذية النسائية والرجالية والولادية وإتقان الأشغال اليدوية الفنية والحياكة الصوفية، من كل تلك الأعمال والمنتجات اليدوية التي لاحدود لروعتها ولاحدود لجاذبيتها أضاء معرض” نبض حلب ” الذي أقامته الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع المجلس النرويجي للاجئين في سوق الإنتاج، على صناعات محلية جلها بأنامل نسائية ليشير إلى وجود لايستهان به للمرأة الحلبية في السوق المحلية ، إذ إنها يوما بعد آخر وبرغم كل الظروف تحقق مشروعها الخاص وترسخ أعمدته بالعمل والإنتاج..
وكان للجماهير هذه اللقاءات مع عدد منهن تحدثن للجماهير عن مشاريعهن الصغيرة ..
السيدة فتون فاخوي التي تعمل في جمعية يدا بيد تقول بأنها بدأت مشروعها في مجال خياطة الألبسة النسائية منذ عشرة أشهر برفقة شريكتها غفران حمرة وبمساعدة من جمعية يدا بيد ، حيث بدأتا العمل على ماكنتي خياطة لصناعة الألبسة مشيرتان بأن أكثر مايعيق مشروعهما الصغير انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار مواد الخام ..
وعن مشروع صناعة الحلويات الشرقية والغربية حدثتنا المشاركة نيرمين عمرايا فقالت بأنها التحقت مع مجموعة من الصبايا والشباب بدورة تدريبية بالأمانة السورية للتنمية التابعة للمجلس النرويجي اتقنوا خلالها صنع كافة أنواع الحلويات مبينة بأنها بعد الانتهاء من الدورة التدريبية بدأت تصنع الحلويات في منزلها الكائن في حي الشيخ مقصود وهي اليوم تعرض المنتجات لتسويقها وبيعها والتي تتراوح أسعارها مابين ١٠٠٠ليرة و١٥٠٠ ليرة سورية وتتنوع مابين دونات ، البتي فور ، والتارت .
وتعرض كل من إسراء الشيخ مسؤولة إدارية في جمعية مجلس الشباب السوري وزميلتها بديعة إدلبي المشغولات الصوفية، لتوضحا للجماهير بأنهما مدربتان في “مشروع إرادة ” والمعروضات من المنتجات الصوفية هي من أعمال فتيات مدينة السبخة وهن من ذوي الاحتياجات الخاصة إذ تم تدريبهن ضمن المشروع لإتقان العمل على “السنارة والمخرز ” مبينتين بأنهما في البدء واجهتا بعض الصعوبات في تدريب وتعليم الفتيات التي تتنوع إعاقتهن مابين ذهنية وحركية وتتراوح أعمارهن مابين ١٦ و١٨ عاما ،ولكن شيئا فشيئا أتقن الفتيات العمل وأصبحن يتعاملن مع القطع بحرفية وهذا ماشجعهما على بذل جهد أكبر لتعليمهن ، إضافة إلى أن المشروع يتضمن جلسات العلاج الفيزيائية للمتدربات ، مشيرتين إلى أن الهدف من المشروع مساعدة الفتيات حتى يصبحن فاعلات في المجتمع وبالفعل اليوم منتجاتهن تتحدث عنهن وتحقق مقولة “لا إعاقة مع الإرادة “..
وتشارك السيدة أم محمد بركن تعرض فيه مواد التنظيف التي خلال حديثها عن المشروع كان كل مايؤرقها ويشغل تفكيرها ولديها من ذوي الاحتياجات الخاصة ، لذلك دأبت على تعلم حرفة صناعة المنظفات من أجل أن تؤسس لولديها مشروعا يضمن لهما حياة أفضل لايحتاجان فيه لأحد وهي تطمح بأن تتوسع في عملها الصغير الذي بدأته في المنزل إلى أن تستطيع شراء محل لولديها “محمد وسدرة ” ومن ثم تطويره أكثر لتستقطب عمالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة ..
الركن المجاور لأم محمد كان أيضا يتضمن المنظفات بأنواعها من كلور ، ومسحوق غسيل ، وصابون سائل ، وشامبو ، حيث تعرض كل من السيدة أم بكري والسيدة عدوية سقا هذه المنتجات مؤكدتين بأن صناعتهما تمت في المنزل وخلال بضعة أسابيع حيث بدأت أم بكري العمل في هذا المشروع من أجل مساعدة زوجها المصاب بشلل، فيما السيدة سقا أنشأت مشروعها من أجل زيادة دخلها واستثمار وقتها بما هو مفيد فضلا عن الحفاظ على مهنة العائلة اذ إن عائلتها تشتهر بصناعة المنظفات..
وتعرض السيدة روضه عثمان تحفا خشبية واستاندات وميداليات ولمباديرات وصواني وميداليات مصنوعة يدويا بتقنية الليزر التي تختلف أسعارها تبعا لاختلاف العمل في القطعة فهناك قطع يبلغ سعرها ٢٠٠٠ ليرة سورية فيما قطع أخرى يتجاوز سعرها ٣٠ ألف ليرة سورية، آملة أن يتطور عملها في المستقبل وتشتري محلا تبيع فيه كل أعمالها اليدوية.
ورغبة منها في إحياء مهنة الموزاييك شاركت السيدة أسماء محبك بلوحات الموزاييك المصنوعة من حجر الفسيفساء حيث تعلمت هذه المهنة من خلال الالتحاق بدورة في الأمانة السورية للتنمية وهي ترغب بأن تطور عملها بأن تضيف له أشياء جديدة ،مثل النحاس مبينة بأن المرأة تزداد ثقتها بنفسها بالعمل إذ تضيف له لمستها الخاصة .
ت : هايك اورفليان