إيجارات السكن المتواضع بحلب تصل إلى فوق الـ 100 ألف شهرياً.. وجشع السماسرة سيد الموقف .!!

الجماهير || زينب شحود

إن كنت تعتقد عزيزي المواطن أنه يمكنك ترفيه نفسك والعيش في منزل هادئ ولطيف وبسعر يناسب جيبك المثقوب مادياً ، فأنت محق فعلاً لأنك موجود في مدينة حلب حيث أجارات العقارات السكنية متناسبة بشكل ممتاز جداً مع راتبك المرتفع الذي تنال منه العشرة أيام الأولى من الشهر .

وباعتبار أن الحرب الإرهــ.ــابية خلفت دماراً عقارياً كبيراً ، لم يعد للمواطن السوري مأوى للسكن بعد تدمير منزله الذي أمضى حياته في بنائه وتكوينه حجراً فوق حجر ، فأجبر على السكن المؤقت واستئجار أحد المنازل التي يملكها بعض سماسرة الحرب وحديثي النعمة بثمن باهظ لا يمت للواقع المعيشي بصلة وبات يعمل وأفراد أسرته ليلاً نهاراً لسد أفواه سماسرة العقارات ودفع إيجار المنزل الواسع بغرفته الوحيدة وشباكه المطل على شباك الجيران بسبب تقارب المباني الشديد .

ولدى جولة على عدة مناطق لرصد أسعار الإيجارات أكد المواطنون أن الأسعار تترواح بين الـ ٨٠ ألفاً و الـ ١٠٠ ألف في الشهر وربما أكثر حسب جودة المنزل وموقعه وطبعا 90 بالمئة من المنازل المعدة للإيجار فارغة تماماً من أي سبل للعيش ولكن يجبر المواطنون على السكن فيها بسبب عدم وجود بديل عن منازلهم المدمرة من قبل الإرهـ.ـاب.

فعندما تقرر عزيزي المواطن أن تبحث عن منزل يأويك وأفراد أسرتك بأحضانه الباردة يتلقاك ( الدلال) وهو شخص أنيق ، ذو ملابس مرتبة وربطة عنق طويلة نوعا ما ليستعملها في خنق رقبة الزبون وجره للدفع مرغماً ، وجهه مبتسم دائما ، لاتفارق يده المسبحة العقيقية الفارهة التي ربما يبلغ ثمنها أضعاف أضعاف إيجار المنزل الواحد .
سمسار العقارات هذا ، يجبرك على دفع إيجار المنزل سلفا لفترة 6 أشهر أو سنة كاملة أي ما يعادل أحيانا مليون ليرة سنوياً التي إذا كنت تملكها فائضة عن حاجتك كما يعتقد السمسار ، فأنت لست بحاجة إلى استئجار المنزل الذي يشبه الأقبية ، وطبعاً المنزل لا يحتوي إلا جدراناً و بلاطاً وأحياناً لمبات لتوفير الطاقة ، ولكنك مجبر عزيزي لا بطل على دفع مبلغ كبير لقاء السكن في هذا المنزل بعدما هُجرت وعائلتك من ظلم الإرهـ.ـاب الذي استولى على منزلك أو دمره بكل حقد ، فيأتي سمسار العقارات ويأخذ منك أيضاً أجرة شهر كامل له شخصياً لأنه دلك على المنزل الجميل المطلوب إلى جانب أجرة السنة الكاملة ورسوم استئجار العقار ، ولأنك لاتملك باليد حيلة توافق وتخضع لأوامره ؛ ولكن يتبادر إلى ذهنك سؤالا توضع أمامه إشارات الاستفهام والتعجب (( أليس هذا السمسار الأنيق ذو ربطة العنق والمسبحة بين يديه ، والذي يمتص دم المواطن الفقير ويستغل حاجته وضعفه ، أليس شريكا في سرقة أحلامك ؟؟؟!! )) .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار