محمود علي السعيد
جمرة الروح في عيون المرايا
أطلقت من روائع الوجد رمشاً
فاستفاق الجمال عطراً تشظى
يحضن المطلق المضرج عرشا
قد علت نبرة الفراق طويلاً
وصريع الغرام بالبرق أعشى
فاستبد الطريق بالخطو هجراً
واستباح الجليد ما كنت أخشى
دون قصد وكل ما فيك طيف
لعروق الوداد أشبعت نهشاً
أمسكي قبضة النسيم بثغر
كاد من قبلة الزنابق يغشى
وتقري أصابع الغيم عمقاً
من قطوف النجوم يربد جأشاً
لك طرزت قارب العيش ثوباً
بخيوط من الوقار الموشى
كيف ترضين أن يحيق بقلبي
ملء صدر الفضاء جأراً وبطشاً؟
مبضع الوقت والمناجل ظلماً
تحت سقف الظلام تجتث حرشاً
فوق أضلاع صخرة الوقت جهراً
أمعن الطقس بالأظافر نقشاً
والضواري بكل شكل مخيف
أغرقت حرمة الضمائر خدشاً
فأضأت الشموع للبوح طهراً
وبسطت الذراع للظبي ممشى
رفض الليل والمواقد شوق
أن يقيم البعاد في القرب عشا
أو يظل الوصال متراس نبض
قدّ من جوهر القداسة رعشا
أذكر الآن والشوارع تصغي
ورواق الصباح بالسر أفشى
كيف لقمت للسؤال جواباً
ثم أطلقته دراكاً ورشا؟
وعلى وقع خفقة الصمت تمضي
فيك قتلى العناق نعشاً فنعشاً
فلماذا ورحلة العمر عرس
يسرع الدهر بالمعاول نبشاً
لست أدري ومقلة الروض تنبي
أن شمس الحياة للضوء عطشى