الجماهير – أسماء خيرو .
حين استمعت لحديثه عن إصابته وكيف نجا من القذائف الإر*هابية وكتبت له الحياة مرة ثانية، عن أحلامه وطموحاته البسيطة ،عن انكساراته وانهزاماته، عن جسده الذي لم يعد يشعر به ، وضعفه الذي مازال يقاومه بالعلم والأمل، أحسست بأني أمام إنسان لن يتكرر ..
إنه أحد جرحى الوطن الشاب حسن عزيزة، وفي حديث لنا معه أوضح بأنه أصيب في ١٤ / ٦ / ٢٠١٦ في معمل الإسمنت في مدينة حلب نتيجة قذيفة هاون من المجموعات الإر*هابية أدت إلى إصابته بشلل تام ولم يتبق له غير يده اليمنى لتعينه بحركة بسيطة ، وبعد إصابته تلك أصبح حبيس كرسي متحرك يتنقل به هنا وهناك ، وبالرغم من ذلك لم يترك إصابته بالشلل تعيقه عن مواصلة الحياة ، إذ أكمل تعليمه وحصل على شهادة التعليم الأساسي، ولقد كرم من محافظ حلب على واجبه ذاك ..ومن ثم بدأ بعمل صغير في مجال الخياطة بتمويل من مشروع جريح وطن، ولكن الغلاء لم يترك له سبيلا للنجاح فأصاب المشروع بالفشل ، وعاد إلى نقطة الصفر لامعين له غير الله سبحانه وتعالى ، ولكنه بالرغم من ذلك لم يستسلم إذ إنه يخطط للاستمرار في الدراسة حتى يحصل على الشهادة الثانوية في سبيل أن يمن الله عليه ويحظى بمقابلة السيد الرئيس بشار الأسد ، مضيفا بأن ذكرى تحرير حلب ذكرى عزيزة على قلبه تمده بالتفاؤل والأمل بأن المستقبل سيكون أفضل، فحلب عادت وتنعم اليوم بالأمن والأمان وبأن أرواح من استشهدوا لم تذهب سدى، وتضحياهم وإن غلا ثمنها أصبحث أثرا يروى ، فتجربتهم تلك أثناء عملية تحرير المدينة وإن كانت مريرة هي وسام فخر وعز تتوارثه الأجيال.. موجها التحية في ختام حديثه للسيد الرئيس بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير مدينة حلب ولأبطال الجيش العربي السوري آملا بأن ينال شرف التكريم كما ناله أصدقاؤه الجرحى وأن تشمله الرعاية الكاملة من الجهات المعنية إذ يواجه صعوبات معيشية لاتعد ولاتحصى ..