الجماهير – أسماء خيرو .
بالرغم من أنهن يواجهن صعوبة في تأمين مواد الخام بسبب الغلاء الفاحش ، ومشاريعهن بحاجة للدعم من أجل الاستمرار، وهامش ربحهن ضعيف جدا، إلا أنهن لم يتوقفن عن العمل والإنتاج موثقات تراث الأجداد بأعمال ومشغولات يدوية، وذلك في معرض تقيمه جمعية العاديات للمرة الثانية للأعمال اليدوية والتراثية في مدينة حلب تحت عنوان” معرض المهن التراثية” وذلك في مقر الجمعية ..
وتقول نجاح الحاج جمعة مساعدة مشرفة المعرض السيدة منى تاجو بأن المعرض يضم أعمالا ومشغولات يدوية ل ١٦ مشاركة من حلب إضافة لأعمال فتيات مشاركات من محافظة الرقة وأنه يقام بشكل دوري كل ثلاثة أشهر لمساعدة النساء والصبايا لتسويق منتجاتهن وأعمالهن اليدوية والتراثية ..
وكانت السيدة فاتن جاويش تعرض الألبسة ومشغولات يدوية صوفية من شالات وبلوفرات وأعمال تطريز إذ بينت زوجة ابنها أن السيدة جاويش تعمل بجد ولم تتوقف عن العمل والإنتاج خلال فترة الأزمة السورية بالرغم من القذائف التي كانت تنهال على مناطقهم السكنية إذ كانت تعمل على ضوء الشمعة وهي حتى الوقت الحالي مستمرة وطورت عملها، وفي ذكرى التحرير ماتأمله بأن تكون كأم زوجها امرأة فاعلة ومسؤولة ومعتمدة على ذاتها قادرة على الثبات في وجه المصاعب .
وتعرض الشابة مروة حنطاية هدايا أعياد الميلاد المصنوعة يدوياً بعجينة السيراميك المكونة من طحين وغراء ، ولذكرى انتصار حلب عندها شأن عظيم إذ على حد قولها تحرير حلب جعل من المرأة أكثر ثقة إذ عزز من وجودها ومن اعتمادها على نفسها ..
وهدفت السيدة لينا مقدسي مدرسة متقاعدة من عملها في الإيتامين والمخمل المزين “بالكيبير” بأن تملأ وقت فراغها بعد التقاعد بالرغم من غلاء مواد الخام وهامش الربح الضعيف، فهي تؤمن بأن على المرأة أن تكون كتف زوجها الأيمن والسند لأسرتها، وتأمل في ذكرى انتصار حلب أن تتحسن الأوضاع المعيشية وتعود كما كانت قبل الأزمة ويتلاشى الغلاء الذي مازال يكدر فرح التحرير ..
وكانت السيدة رانيا ايميش إجازة تجارة واقتصاد تعرض الإكسسوارات المصنوعة يدويا من الخرز واللؤلؤ والكريستال، إذ بدأت مشروعها خلال الأزمة السورية لزيادة دخلها ولمساعدة أسرتها، وتوضح للجماهير بأن أكثر صعوبة تواجهها في عملها هو تفاوت أسعار مواد الخام مابين بائع وآخر ، وأنها بدأت مشروعها منذ عشر سنوات وهي تتقن أعمالاً كثيرة كالرسم على المرايا والحرير والسيراميك وغيرها. وأن المعرض يشكل فرصة لتسويق أعمالها وبيعها كما أنه يشكل فرصة لتعريف الجيل الجديد بالمشغولات اليدوية التراثية منوهة بأن ذكرى الانتصار هي الدافع لاستمرار نساء حلب في العمل ..