· المحامي سمير نجيب
عاش الشعب الفلسطيني مآسي النكبة التي حلت به عام 1948 من تهجير وتشرد فافترش الأرض والتحف السماء إلا أنه لم يفقد عزيمته وإرادته وحلمه بالعودة إلى أرض الوطن فما هي إلا بضع سنين حتى استعاد الشعب الفلسطيني عافيته فحول خيام التشرد إلى خيام للفدائيين كشعب ثائر متمرد على الواقع المظلم فامتشق البندقية معلناً انطلاقة المارد الفلسطيني يوم 1/1 عام 1965 انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة فجاءت الانطلاقة لتشكل محطة هامة في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي أعلن للعالم أن المرحلة التي يعيشها هي مرحلة تحرر وطني ولن تنتهي إلا بإنهاء الاحتلال الصهيوني وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها وإقامة دولته الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني .
بعد 57 عاماً على انطلاقة الثورة تأكدت رؤية وصوابية خيار الشعب الفلسطيني في مواجهته المستمرة للاحتلال وأنه شعب لن يستكين ولم يستسلم منذ بداية نشأة المشروع الصهيوني الاستيطاني فكانت المواجهات والثورات والإضرابات حتى يومنا هذا ..فالشعب الفلسطيني مستمر بنضاله وتضحياته مؤمن بحقوقه الوطنية التاريخية مستند إلى عمقه القومي العروبي والإسلامي وبالقلب منه اليوم محور المقاومة بعموده الفقري سورية انطلاقاً من وعي المحور بأن المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين فقط بل يستهدف كل المنطقة .
أمام هذا الوعي للمشروع الصهيوني ولطبيعة الصراع معه فقد رفض الشعب الفلسطيني كل الاتفاقيات الاستسلامية التي اعترفت بوجود الكيان الصهيوني ، واكد تمسكه بخيار المقاومة واليوم وأمام استمرار العدوان الصهيوني تجاه مزيد من القتل وبناء المستوطنات ومحاولات تهويد القدس لا سبيل أمام الشعب إلا الاستمرار بالمقاومة والنضال تحت شعار تعزيز العمل المشترك من أجل بناء جبهة مقاومة متحدة حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة..