“رياضة ضايعة “!

بقلم: محمود جنيد

“سنة ورا سنة” ..والرياضة السورية تدور في حلقات مفرغة وسط ركام من قطع ال”بازل” المتناثرة التي تعبر عن واقعها المشوش، وذلك في ظل غياب الهدف و الرؤية الواضحة، لتضيع الجهود المفتقدة للتنظيم و الإدارة السليمة للمقدرات والموارد المادية والبشرية سدى، ويستنزف الوقت والمال، ويبقى الحال على ماهو عليه “ضيعة ضايعة”، ولتبقى فوضى قطع البازل كركام يشغل الحيز بلا هوية، لأننا لم نتمكن حيالها من تشكيل لوحة أو صورة معبرة، فهذا يصف مجموعة من القطع حسب رؤيته ليأتي غيره فيخرب ما قام به سلفه، وهكذا دواليك..!
طالما شغّلنا الأسطوانة التي تنادي بحاجة تغيير الفكر والعقلية لنمسك برأس خيط الحل، ونغرس أولى خطوات السير على الطريق الصحيح نحو هدف التصحيح الذي لن يتحقق إلا ببناء العمل بتكتيك مدروس ممول عبر جميع الخطوط، نعيد سماع تلك الأسطوانة دون إدراك حقيقي لأبعادها، بكل بساطة غيروا الفكر والعقلية وصلى الله وبارك، ولكن مَن وكيف ومن أين؛ إذا كنا نفتقد الأرضية الموضوعية التخصصية، العلمية(بالإدارة قبل أي شيء آخر) لذلك التغيير.؟!
بداية التصويب نحو تطوير وتغيير الفكر والعقلية وبالتالي الواقع الضبابي، هو العقلانية، والتوقف عن معاقرة الأوهام في طموحاتنا الكبيرة التي لا تستند على أسس متينة؛ نريد أن نصل إلى كأس العالم، ونحقق الميداليات الأولمبية في مختلف الألعاب، ويكون لدينا نسخ لا متناهية من طفرة غادة شعاع وسط ظروف بلدنا القاسية، ونحن نخطط بفكر هاوٍ مزاجي، تبعي، ودون قواعد منطقية؛ دون أن نعلم ماذا يتكلف على الصعد كافة إعداد البطل.!
المهم في هذا الزمن “السوشل ميدي” أننا نمتلك جيوشاً من نموذج “عنتر شايل سيفو” ليفرض حضوره وسطوته ويستعرض فحولته؛ ويغذي مصالحه، بذلك السيف العبثي، وبقية قصة ذلك الفيلم تعرفونها جيداً.!
لكننا ومن باب فضيلة وسنة التفاؤل، نؤكد بأننا “منقدر”، بأن نمد لحافنا على قدر رجلينا، ونلبس على مقاسنا، ونبدأ بترتيب قطع ال”بازل” من جديد بعد نفض الغبار، بصبر ورؤية واضحة، على المدى الطويل.!
وكل عام ورياضتنا بخير …..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار