محمود جنيد
بالأمس هتف جمهور حلب مطولاً للمدرب الروماني تيتا قبل وبعد لقاء المنتخب الأول مع الاتحاد في ملعب الحمدانية؛ عانقه، قبّله، حرص على التقاط الـ”سيلفيات” و الصور التذكارية معه، وهناك من أعرب عن دعمه لتيتا ومطالبه، مشدداً على ضرورة بقائه على رأس الجهاز الفني للمنتخب بعد بصمته الغائرة في مباراة تونس الملحمية التي وُشِمت في ذاكرة الجمهور السوري.
واليوم ” تيتا” الذي شعر بتلك المحبة وتحدث عنها كمحفّز كبير له، خسر الكثير إن لم نقل بصيغة المبالغة، بجميع أسهمه وشعبيته لدى جمهور حلب عامة و الاتحاد الذي يحمل له جميلة قيادة فريقه للفوز بكأس الاتحاد الآسيوي 2010 وهو الإنجاز الأعظم في تاريخ النادي، بصفة خاصة، وذلك بعد تصريحات المدرب خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بغرض إشهار التعاقد الرسمي معه، حول لاعبي الاتحاد وتفضيله الحارس ابراهيم العالمة فنياً على خالد الحجي عثمان ووصفه للأول بأنه أقوى بكل شيء، وأن لاعبي الاتحاد باستثناء محمد ريحانية حالياً، لا يمتلكون المؤهلات أو القدرة الكافية ليحظوا بفرصة اللعب؛ إذاً هي تصريحات لم تكن مناسبة و سببت لغطاً غير مرغوب فيه، وأثارت جدلاً كبيراً، وأكثر من ذلك السخط العام في الشارع الرياضي الحلبي تبعاً لردود الأفعال الناقدة الغاضبة، عبر منصات السوشال ميديا والفيسبوك تحديداً حتى أن البعض اعتبرها موجّهة فيما يتعلق بالمقارنة بين العالمة والعثمان !
لاندري إن كان هنالك سوء تفاهم بالموضوع، من حيث لغة التواصل بالنسبة للمدرب مع المتلقي إذ لم يعرف أن يعبر عن أفكاره بصورة صحيحة، أو فهمت بالكيفية غير التي أرادها تماماً، لينزلق ذلك المنزلق الذي ينم عن عدم حنكة، وفطنة وحتى خبرة بالتعاطي مع التصريحات الصحفية بطريقة توصل أفكاره بمايخدم عمله والصالح العام للمنتخب الذي قد يصيبه الشرخ جراء تصريحات من هذا النوع، في حين يجب على أي مدرب أن يتوخى الحذر والفطنة عندما يريد التحدث عن لاعبيه وحتى النقد يجب أن يكون مبطناً بلغة التحفيز، لا التمييز أو الانتقاد الصرف.!
لا نريد أن نعطي تصريحات تيتا التي أثارت اللغط والجدل أكثر من حجمها، ونزيد في الطنبور نغماً، لكن الشفافية التي أراد التحدث بها في بعض الجزئيات تحديداً، لا تستخدم من وجهة نظرنا بهذه الطريقة التي ألبت شريحة مهمة وكبرى من الجمهور السوري (جمهور نادي الاتحاد) ضده لأنها لم تتقبل ذلك النوع من الشفافية واعتبرته فظاً وطالبته بالاعتذار العلني، في وقت كنا بحاجة فيه لإراحة رأسنا، بعد حسم وحل مشكلة العقد والشرط الجزائي العويصة، بالصورة المناسبة، التي خرجنا و تيتا من تحت دلفها، لتحت مزراب جزئيات التصريحات التي تحدثنا عنها..
كل ما نرجوه ..هو أن نتجاوز كل ذلك في هذه المرحلة وقبل استحقاقي النافذة الرابعة للتصفيات أمام الإمارات وكوريا الجنوبية، لندخلها ويدخلها المدرب والمنتخب بذهنية صافية دون تعكير ، لأن ست نقاط وإن كانت صعبة جداً من المباراتين ستدخلنا في معادلة المنافسة على بطاقة الملحق وتعيد بصيص الأمل بتأهل معجزي إلى نهائيات مونديال قطر 2022، وبعدها بل ونتمنى قبلها أن يحلها ألف حلّال..!