بقلم ll محمود جنيد
من الآخر وبلا طول سيرة، نحن كمواطنين، فهمانين الوضع غلط، وعلى غرار ” اكسري بيضة!”، بالنسبة لأسطوانة الوعود و العهود الحكومية المعلّقة، من انفراجات بالواقع المعيشي، وزيادة الإنتاج بمنعكساته الإيجابية على الاقتصاد، بالكهرباء، و المازوت، و الغاز، بالتوزيع العادل للمخصصات التموينية، والحلول الذكية الجديدة لآلية توزيع الخبز وتحسين صناعة الرغيف، بإيجاد الحلول لأزمة المواصلات ومخالفات أصحاب السيرفيسات، ومعالجة الهدر و الفساد، بالموازنة بين دخل الفرد و الأسعار….، كما هو الحال بالنسبة لتقييمنا السطحي للأمور بناءً على مظاهر قد تكون، ظرفية، استعراضية، ترويجية كحال صاحبنا “الحلونجي” الحلبي الشرِه، الذي يظهر عبر الفيديوهات التي يتخاطر فيها مع صديقه “أبو عبدو” وهو يتناول الأطايب من أصناف الحلويات العربية المكتنزة بالفستق الحلبي، وبصورة مستفزة كما يراها البعض من اللهجة الثقيلة إلى الكاراكتر والمبالغة، أو حال من يقف بالطوابير امام محلات الأطعمة، و الفروج، و المقاهي و المطاعم وسواها، ما يصدّر انطباعات بأن الشعب الحلبي ” فنكري وجلدوا محشي عملة” وحاله فوق الريح وليس بحاجة للدعم، رغم الأزمات التي عانى منها ولم تمر على رأس بشر مثله، بينما واقع الحال أن الغالبية منه تعيش على بساط الريح ” اللي بالي بالكم منو” وتتلقى ضربات الظروف المبرحة قياماً وقعوداً وعلى جنوبها دون أن يكون لديها الفرصة لتتفكّر بأي شيء.!
من يتفقد الأحياء و المناطق الشعبية يفهم قصدنا تماماً، فخلف كل باب مقفل من بيوتها المظلمة الباردة، قصة شقاء لا يعلم بها إلا الله، فرغم أننا في عصر التطور و الثورات العلمية المذهلة، هناك أطفال أميّون انحرفوا عن جادة المدارس إلى طريق الانحراف بمختلف أوجهه، لأن الأهل غير قادرين على تأمين أبسط احتياجاتهم، وشباب ضائع فاقد الأمل بالحاضر و المستقبل وكل همه ” حج مخلص” من الواقع إلى الخارج، طلاب كليات عليا مثل الطب و الهندسة شغلتهم ” نارة ياولد” لتأمين مصاريف جامعاتهم المرهقة، والأمراض النفسية أصبحت تتصدر القائمة، حتى الرياضة التي كانت متنفسنا الوحيد أصبحت فراطة..!
وتبقى الأمنية الوحيدة لأبو أحمد الحلاق في هذه الحياة، وهي أن يقتص يوماً ما من أصحاب مولدات الأمبير الذين كهربوا حياته على حد قوله…!