الجماهير – رفعت الشبلي
لايزال صديقي الراقي يراسلني أتذكرونه ؟
لقد عاد يرسم الامل والبسمة على شفتي ، وكأنه يعلم ببرد الشتاء الذي يتسبب في كل ألم فيقول افتح نافذة لتدخل السكينة إلى قلبك و لا تسمح لأي ألم أن يتسلل إلى داخلك و دع إشراقة الحياة تنير روحك، فالحياة جميلة جدا، انظر لها بمنظار الجمال وحاول ان تحيا الحاضر متناسيا ألم الماضي متفائلا بالغد المشرق، فاللحظات التي لاتجدها الآن قد تجدها في الغد وتكون قد أضعتها في القلق والتفكير .
الذهب يا صديقي يمر عليه الكثير من الزمن ، لكن يظل هو الذهب ماعليك سوى ان تمسح غبار الزمن عن سطحه الخارجي ليبدأ بالبريق .. وروحك هي كذلك امسح عنها غبار الأيام لتعود لك وهي تضيء داخلك وكل ماحولك فالقلوب نبضات ، لاتجبرها بالتدفق ، ما عليك سوى أن تعيش لأجل نفسك وأدر ظهرك لمن لايستحقك ، فمن لايشعر بسعادة في قربك ، تأكد أن سعادتك في بُعده ، فقط تأكد أن للقلوب نبضات غير التي يسمعها الأطباء.
أحيانا يا صديقي عبقرية الطفل تتصف بالمستحيلة كونه يعمل لتحصيل مبتغاه فهو لايدرك شيئاً إلا تأمين حاجاته ، انظر إليه وهو يصرخ بكل مالديه من قوة لكي تقوم أمه بإطعامه ، هل فكرت في درجة حماس الطفل؟! أرى سر العبقرية هو أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة، مايعني عدم فقدان الحماس لذلك لاتهتم كثيرا لكل شيء يؤلمك فبعض الهموم تموت بقلة الاهتمام بها ، أي مشكلة يا عزيزي تعطيها اهتمامك فأنت تسقيها من ماء صحتك والقرار عندك وأقول مرة ثانية إن هذه الحياة لن تقف لتراعي حزنك ، فإما أن تقف أنت وتكملها رغم انكساراتك ، وإما ستبقى صريعاً للأبد، والقرار لك.