بيانكا ماضيّة
تحتضن الشمسُ غيبوبتَك التي ألفيتَ نفسك فيها ليلةَ الأمس، غرفتُك تنعمُ بالدفءِ وأفكارُك عاريةٌ تماماً، تستيقظُ والحلمُ مازال يرفرف بجناحيه حولكَ، الحبورُ الذي دهمك على حين غرّة من أيامك يملأ كيانَك رغم الآلام، لقد استعدتَ روحَك التي هجرتْك ذات خيانةٍ.. بقليلٍ من حروف تستطيعُ أن تعيدَ هذه الروحَ، أن تقيمَها بعد موتٍ، لا بل أن تقيمَ ماضيك وتاريخَك كلَّه، ما أقدرَك على بثّ الروحِ فيما حولك! أيّ كائن أنتَ؟! تقيم الأمواتَ من سباتِها الطويل، أوكانت حبيبتُك أيضاً ميتة؟!
ترسل لها أغنيةَ (خدني معك) وتأخذُك الأحلامُ ويأخذُكما الرقصُ على أشلائِكما المبعثرة.. بخطواتِكما المتّسقةِ المتناغمةِ تلملما أوراقكَما المتساقطة التي انتزعتْها يدُ الرياح، ويخضرّ الموكب.
الطقسُ بارد ٌجداً، لكن أنّى للبردِ أن يتسللَ إلى أضلاعِك؟! لقد غفتْ حبيبتُك بينها، ولم تعد تبالي أنتَ بأيّ رياحٍ قد تهبُّ عليك، أو ثلوجٍ تغمرُك، علام كنتما تضحكان؟! على خيبتِكما؟! أم على هذا العالم المليء بالجنون؟!
ترسلُ لكَ أغنيةَ (خدني معك بهالجو الحلو)!…. بهذا الجو الحلو؟! يا لفرحِكما الجنوني المدهش! أين حلاوتُه؟! الرياحُ تطيح بكلّ الأشياء في الخارج، وأنتما هائمان في تيهِكما!.
امضيا معاً لنرى أين تكمن آخرتكما!