الجماهير/محمود جنيد
في ظل الاوضاع المعيشية القاهرة التي تغيب معها الحلول العملية المخففة للآثار السلبية التي تحاصره من جميع الجبهات وتطحنه محولة حياته إلى رفاة، أصبح المواطن البردان …من طبقة المعترين المغلوب على أمرهم، من غير محدثي النعمة ومستغلي ظروف الأزمة، يبحث وينبش عمّا يستر عورة ظروفه، وهنا وعلى إحدى الأرصفة ارتفع الصوت الذي كان له مفعول المغنطة الجاذبة، إذ نادى المنادي: لحق حالك يافقير ..إكسي حالك وأولادك .. أي بنطلون جينز ؛ كتان بألف ليرة؛ أي جاكيت بألفين …”جكارة بالظلّام”.!
وبالفعل تجمع الناس حول مصدر الصوت” البسطة ” وخلال دقائق ونحن نراقب نفدت البضاعة من اللباس المستعمل وسط ارتياح من طرفي المعادلة، الشاري والبائع.
وبالمقابل، كانت واجهات محلات الألبسة التي مررنا بها على الطريق لا تجد من يقف عندها حتى من باب الفرجة، أو كمصدر للدفئ المنبعث من نار الأسعار الملتهبة من معروضاتها في ظل البرد القارس!
مع أن الفارق في الأسعار ما بين بسطة باب جنين (ساحة الرئيس)، والعبارة يترواح بين 34 ضعف بالنسبة للبنطال، و20 ضعف بالنسبة للكنزة، إلى 100 ضعف وأكثر بالنسبة للجواكيت، وعلى الله جبر البضائع والخواطر.!