الجماهير/محمود جنيد
بعد غد موعد عودة طلاب المدارس إلى دوامهم بعد عطلة انتصافية دفنت تحت “البطانيات” وكأنها أكفان توارت داخلها العوائل هرباً من الاحوال الجوية السائدة والبرد الناخر للعظام، حوّل المنازل التي لاتتوفر فيها سبل التدفئة إلى ثلاجات تعمل بالطاقة المناخية البديلة (اختراع سوري )دون الحاجة إلى الكهرباء التي ركنت إلى السبات الشتوي، أو ربما هاجرت مع الطيور إلى مناطق لا يعلم بها إلا الله.!
اربكني سؤال ابنتي تلميذة الصف الثامن وهي تعاني ويلات البرد والكريب الحاد الذي سببه لها، هل ستستأنف المدارس دوامها في الجو السائد، وكيف لنا تحمل البرد في الصفوف المتجمدة بلا تدفئة، وكيف لنا أن نستوعب المقررات الدرسية ونحن نصك سن على سن، وفرائصنا ترتعد من البرد؟! وهنا تدخلت الزوجة والمدرّسة الفاضلة أم توفيق لتأخذ المبادرة عني وتطمئن ابنتها الوحيدة ومسند ظهرها، بأنها بكل تأكيد لن ترميها إلى تهلكة البرد في حال استمرت الأحوال الجوية على ماهي عليه خاصة وأن الحال من بعضو..!
خطرت ببالي فكرة هاشتاغ، حارق خارق حالم #دفّوا_المدارس، لكنني تذكرت واقع المشتقات النفطية والمازوت هنا تحديداً ، و التي لا نعلم إن كان للتربية ومدارسها حصة فيها، إذا ما علمنا و من إحدى المدرسات بصورة غير مباشرة كما روت لزميلتها ونحن على متن السيرفيس المخالف لخط سيره، بأنها استبشرت خيراً عندما أتى آذن المدرسة وله احتراماتنا، بـ”صوبية” وركبها بالصف وسط عاصفة من التصفيق من قبل الطلاب معتقدين بأنهم سينعمون أخيراً بالدفء، قبل أن يحبطهم الآذن بحقيقة أن الهدف من تركيب المدفأة هو ذر للرماد في عيون التفتيش التربوي في حال قام بـ”كبسة” مفاجئة على المدرسة أي عبارة عن مزهرية؟!!!!
أما الدفئ الذي يسكن في غرفة الإدارة في المدرسة” X “، فلا يروح فكركم لبعيد، مازوتاتو من حساب أحد أعضاء الكادر الميسورين.!