الجماهير – بيانكا ماضيّة
أرسل لي أحد المحاربين القدماء رسالة يقول فيها:
أنا أول من قال: “سورية مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها خُرق”…ويتابع:
“في بداية الأحداث لمّح لي أحد السفلة عن الانشقاق، وكان جوابي له: في فصل الخريف يقع الورق عن الشجرة، وتبقى هناك أوراق أكثر صموداً على الشجرة.
في نظر الشجر أنّ الورقات التي بقيت على الشجرة مخلصات، والورقات التي وقعت خائنات، وفي نظر فصل الخريف أنّ البقيّة الباقية من الأوراق متمرّدات.
الأوراق التي سقطت، نهايتُها العفن والدود، فتأتيها عاصفة تطيّرها إلى حيث المجهول.
سوف ينتهي فصل الخريف، ويأتي الربيع وتورق هذه الشجرة وتثمر، فما بالك إذا كانت هذه الشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء!.
في نهاية الأمر يأتي صاحبُ الأرض ليقشّ الأوراق المتساقطة على أرضه فيرميها في سلّة القمامة”. انتهت رسالته.
إنها حقاً لرسالة بليغة!.