الجماهير – رفعت الشبلي
“بكرا أحلى” ..
هكذا استهل صديقي الراقي كلامه لي .. هل تذكرونه ؟
سألني عمي رحمه الله عن الإنسان، مم خلقه الله؟ ، قلت من تراب ، قال إن التراب تخرج منه المعادن ، منها الذهب والفضة ، الحديد ، و التنك .. إلخ ، كذلك الرجال معادن، منهم من يعادل ذهبا خالصا، ومنهم فضة ومنهم تنك ، فاختر من أيهم تريد أن تكون .
يا بني في مرحلة من عمرك ستدرك أن الاحترام أهم من الحب ، وأن التفاهم أهم من التقارب ، وأن الثقة أهم من الغيرة ، وأن الصبر أعظم دليل على التضحية ، وأن التغاضي لايعني الضعف، بل يعني أنك أكثر قدرة على الاستمتاع بحياتك.
هل شربت شاياً من دون أن تحرك السكر بداخله؟
يا بني حياتك مثل هذا الكوب ، ستكون مراُ مالم تحرك إبداعاتك وتستغل طاقاتك ، ثم ستتذوق حلاوة إنتاجك وأعمالك بعد ذلك .
فإن كنت تريد حياة حلوة، حرك فيها ساكنك العذب ، ارتق في كل شيء ، فالراقي يكون راقيا في خلافه كما فب توافقه ، في زعله وفي تصالحه ، هو كالشمس تظل دافئة رغم برودة الجو .
فالمتعة عندما تتحاور مع إنسان واع عندها ستشعر براحة كبيرة حتى وإن خالفك الرأي ، لأنه يفتح لك آفاقاً جديدة ربما كانت مغلقة لديك .
أنت لستَ مجرد كنّاس للطريق ، أنتَ شخص يُجمّل وجه مدينة .
أنتِ لستِ مجرد ربة أسرة ، أنت أهم شخص في هذا العالم، أنتِ بأمر الله تهبين الحياة لهذا الكوكب، أنتِ أول مُربٍّ وأهمُ مُربٍّ، فليس هناك صناعة أعظم من صناعة الإنسان .
هكذا يجب أن ننظر للناس ..
فيا صديقي الراقي تذكّر أن تبدأ برؤية نفسك كروح لديه جسد، لا أن ترى نفسك كجسد لديه روح.
فهناك مساحات بداخلك تنتظر أن تنتبه لها ، لتكشف لك عن أسرارها ولتعبر من خلالها إلى أبعاد جديدة برحلتك ، تنتظر منك هذه المساحات أن تنسحب لفترة من ضجيج الخارج ، لسكون الداخل، لتبوح لك بما تحتاجه لعبور حواجزك ومواجهة مخاوفك .
لذلك لاتبدأ صباحك بما يقلقك ، وابدأ بالتفكير بما يسعدك.
صباح الأمل .. و”بكرا أحلى”.