بقلم عبد الكريم عبيد
عناوين رئيسة تتصدر المشهد الدولي السياسي على الساحة الدولية والإقليمية والمحلية …. لكن المتابع يسأل ما هو الرابط الخفي الذي يجمع بينها …!!
بالتحليل المنطقي وتقاطع المعلومات نصل إلى نتائج واضحة لا تخفى على ذي بصر وبصيرة إذا ما بحثنا بتأنِ في كينونة هذه الأحداث وأهدافها …!!
أولها إقبال شديد على المصالحات في الجزيرة السورية وتحديداً في دير الزور والرقة اللتين كانتا تشكلان الخزان البشري لقسد خلال السنوات الماضية من عمر الحرب على سورية ، حيث أن العنصر العشائري يشكل80% من مجموعات قسد الانفصالية المدعومة امريكياً ، من هنا حاربت قسد المصالحات وهددت عناصرها بأقسى درجات العقاب بمن يفكر بالمصالحات ذلك لأن صفوفها بدأت تنهار وينشق عنها الكثير من عناصرها ويقومون بإجراء المصالحات …
مراسيم العفو التي أصدرها السيد الرئيس والتي فتحت الباب واسعاً أمام من َضل الطريق ليعود إلى صوابه ورشده عبر إجراء مصالحات لطي صفحة الماضي والبدء بمرحلة الحياة الطبيعية ، التي أصابت الانفصاليين في مقتل .
ورأينا خلال الأشهر السابقة الألاف من أبناء دير الزور ومنطقة شرق الفرات والميادين والشميطيه والرقة وسواها يتوافدون إلى لجان المصالحة والانخراط في مسيرة البناء الوطني ، من هنا تفسر عودة داعش إلى الواجهة وتفعيل حوارات إعلامية ساخنة رافقها حركة استخباراتية مشبوهة في قاعدة التنف التي تضم قوات أمريكية وتعتبر مركز تدريب وتمويل لوجستي للدواعش لتنفذ هجمات في عمق البادية على وحدات الجيش وعلى الطرق الدولية التي تربط الجزيرة السورية بالعاصمة دمشق وباقي المحافظات السورية .
أيضاً المشهد الساخن في الحسكة وهروب آلاف الدواعش من سجن الصناعة الذي يقع تحت سيطرة قسد وبمتابعة واوامر أمريكية مباشرة ، السؤال هنا إذا كانت الإدارة والمخابرات الأمريكية حاضرة وتراقب عن كثب ، كيف هرب هؤلاء الدواعش الذين بالأساس هم نشأة ورعاية أمريكية ، في الوقت الذي نفذ فيه الدواعش تمرد داخل السجن ،بمعنى الأحوال غير مستقرة ، وهم الذين يعرفون أدق التفاصيل عن دواعش هذا السجن ، ثم من أين تمويل السلاح وهذا الكم الهائل من الذخيرة لو لم يكن هناك تسهيل لوجستي .
أيضاً المقاومة الشعبية التي تزداد قوة وفاعلية في المناطق الشرقية من سورية ،وبدأت تنسق حتى مع الجانب العراقي للضغط أكثر على الأمريكي لسحب قواته من الأرض السورية وكذلك العراقية ، حسب ما وعد إذا صدق، وأظنه كاذباً وهذا ما دفعه إلى تسعير نار داعش للاستثمار وإبقاء قواته أطول فترة زمنية ممكنة لسرقة الخيرات والنفط السوري ، فيما مواقعها صارت تحت الاستهداف المباشر لصواريخ المقاومة الشعبية ، حيث اهتزت الصورة الأمريكية في أكثر من مكان من العالم من كرواتيا إلى أذربيجان إلى مشاريفها في الشرق الأوسط ،
وآخرها وليس آخراً التحالف الروسي الصيني الإيراني الذي فرض أوراقه على طاولة التفاوض في الملف النووي الإيراني والذي أظهر الأمريكان فيه موقفاً ضعيفاً ومرتبكاً ولا أدل على ذلك الخلاف الذي طرأ بين عناصر الفريق الأمريكي المفاوض و بين مؤيد للمباحثات ورافض لها .
أحداث ثكلى تشهدها المنطقة وبانتظار الدخان الأبيض وعما ستسفر عنه هذه الولادة.
وحسب قراءتي المتواضعة الكلمة ، الفصل في تلك المنطقة ستكون للجيش العربي السوري .