قصة|| ياسمين درويش
سيخرج اليوم فيلو الفيل الصغير للغابة الكبيرة برفقة والدته الفيلة, لكي تعلمه كيفية تناول الطعام بمفرده , فقد توقف فيلو عن رضاعة الحليب من ثدي أمه الفيلة يوم البارحة.
قال أحد إخوة فيلو لأمه ناصحاً:
انتبهي أشد الانتباه يا أماه أن لا يدعس فيلو بأقدامه إحدى الحيوانات الصغيرة المنتشرة في الغابة أثناء سيركما هناك , فحجمه كبير على الرغم من صغر سنه.
أخذ فيلو يلهو في الغابة الكبيرة الخضراء بعد أن علمته أمه كيفية تناول طعامه المكون من الحشائش وبعض أعشاب الأرض.
وشارك فيلو اللعب العديد من حيوانات الغابة الأليفة لتغمرهم معاً شمس دافئة, وفجأة ظهر إنسان من بني البشر وأفزع كل حيوانات الغابة, فبعضهم أخذ يركض هلعاً, أما البعض الآخر فوجد لنفسه مكاناً آمناً ليختبئ فيه, في حين أخذ فيلو يركض بسرعة خلف أمه.
وعندما ابتعد الإنسان عن تلك البقعة من الغابة حركت الفيلة الأم خرطومها يمنة ويسرة قائلة:
آه من بني البشر …البعض منهم يرغب باصطيادنا كي يستفيد من أنيابنا العاجية, فالعاج يباع عندهم بثمن غالٍ ويستخدمونه في صناعة الحلي كالعقود والأساور, وبعض البشر طيبون لا يقومون بإيذائنا.
قالت الزرافة المرقطة ذات الرقبة الطويلة:
أنتم الفيلة أطول من بني البشر بثلاثة مرات, وحجومكم أكبر من حجومهم بكثير ….فكيف يستطيعون اصطيادكم؟
أجابت الفيلة الأم: لدى بني البشر الكثير من الوسائل لاصطيادنا كأن يوقعونا بشباكهم أو أن يستعملوا الأسلحة النارية.
ابتعد فيلو عن أمه قليلاً وعاد للعب معبراً عن سعادته بأن يرفرف بأذنيه .