الاهمال يكتنف حي الفردوس ..ومدارس يلفها الواقع البيئي غير الصحي

الجماهير || أسماء خيرو

ما إن تدخل حي الفردوس ، تستقبلك الحفر المملوءة بالمياه الآسنة ، وتبدأ رحلة التخطي والقفز متجنبا الوقوع في حفرة من هذه الحفر ، ثم ترحب بك القمامة التي تتوزع وتنتشر حول الحاويات متناثرة هنا وهناك، ناهيك عن الأتربة، وأنقاض الأبنية المتهدمة..
« منطقة الفردوس تحولت بسبب غياب الخدمات إلى مكب للنفايات » هذا ماعلق به أحد المواطنين أثناء جولة « الجماهير » لرصد الواقع الخدمي في الحي معبراً عن الحال المزرية التي وصل إليها هذا الحي الذي يعد من الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان حيث يقطنها أكثر من ٣٠٠ ألف مواطن .
يلفتك ازدحام السوق المحلية والاشغالات المخالفة لبسطات الخضار للأرصفة وجزءا من الشارع ، والريڠار المفتوح كالمغارة بالقرب من مدرسة نزار حاج شعبان ، وغيرها من المشاهد التي” لاتسر لاعدو ولا صديق ” لتشير إلى تردي الواقع الخدمي في الحي بالقرب من سوق الخضروات مما يستدعي التدخل الفوري من الجهات المعنية لمعالجة مايمكن معالجته من مشكلات خدمية تحدث عنها أبناء الحي .

* واقع خدمي يرثى له ..
الحاج جنيد أبو عصام يعمل في صناعة العطور وهو من سكان الحي قال : واقع الحي سيء جدا من أين ابدأ ؟ من بسطات الخضار التي تتموضع على يمين وشمال الشارع محتلين الأرصفة وجزءا من الشارع الفرعي مما يؤدي إلى تضيق المساحة وبالتالي يرفض أصحاب السيارات ” التكاسي ” الدخول إلى شارع السوق ، أم من أرتال القوارض التي تؤرق ليلنا وتنتهك حرمة منازلنا فمنذ عام قضمت يد ابني عصام ،أم من الظلام الذي بات سمة ليالينا البادرة ، أم من السرافيس التي ينتهي خطها عند شارع الإشارات الضوئية وترفض الدخول إلى شارع المدارس أم من السيارة الضاغطة التي ترحل القمامة فقط من الشارع الرئيسي ، أم من أكوام القمامة المتكدسة في الشوارع الفرعية.

ويضيف جاره الذي يعمل سائق سيارة، ليس هناك سيارة تدخل إلى الحي إلا وتتحطم ويصيبها العطب نتيجة الحفر التي لاتعد ولاتحصى فشوارع الحي جميعها بحاجة للتزفيت، واذا احتاج أي إنسان إلى سيارة لنقل المريض هو مضطر إلى حمل المريض إلى الشارع الرئيسي لأن لا أحد يقبل أن يدخل الشارع.

فيما الحاج أبو دان الذي يعمل في سوق الخضروات يقول ” شو بدنا نحكي لنحكي ” بالفعل الخدمة ضعيفة جدا والمياه الطينية الآسنة تنتشر في الصيف والشتاء وجميع المارة حين السير في الشارع تتلوث ملابسهم وأحذيتهم بالطين فضلا عن تعرضهم للخطر بسبب المرور مابين السيارات لضيق الشارع ، ومن الأفضل أن نلتزم الصمت لأنه لا أمل يرجى من الشكوى .

وبين فيصل الحاج خليل أيضا أحد سكان الحي بأن الخدمات معدومة بدءاً من عدم ترحيل القمامة في الشوارع الفرعية وخاصة شارع المدرسة ، وعدم الحصول على الخبز من فرن “التقوى” الذي يقع في الحي حيث يعاني من الازدحام، ويغلق أبوابه في وجه الزبائن في الثامنة صباحا وصولا إلى غياب الكهرباء وتحكم اصحاب الامبيرات الذين يتقاضون منه عشرة آلاف ليرة سورية في الأسبوع ثمن الأمبير الواحد ، وصعوبة وصول المياه إلى بيته في فصل الصيف ، وقضية السرافيس التي لاتكمل خط سيرها مع أنهم يتقاضون الأجرة كاملة إذ ينتهي الخط عند الشارع الرئيس ويعتبر أقصر خط موجود في حلب ، مناشدا أصحاب الضمير والجهات المعنية والمسؤولين بالنظر إلى هذا الحي ومعالجة مشكلاته الخدمية مبينا بأنه قدم عدة شكاوى ولكن لاحياة لمن تنادي فلمن تنادي ..

*جهود تحبطها السرقة ونقص الوعي .

ولواقع مدرسة نزار حاج شعبان التي تقع في الحي حديث آخر ، فالمدرسة على حد قول المدير محمد العبود تعاني من السرقات المتكررة وخاصة بعد أن تم تحسين واقعها بجهود شخصية من المدير والمعلمين والمعلمات في المدرسة الذين بذولوا ما أمكن من أعمال ومبادرات شخصية منذ خمس سنوات لتصبح مدرسة نموذجية ولكن هيهات فكل أعمالهم ذهبت هباء بسبب السرقات التي تتكرر بشكل يومي ، إذ تمت سرقة الطاقة الشمسية والبطاريات وعدد من الأجهزة الالكترونية حتى كابلات الكهرباء ، والأقفال وصنابير المياه ، إذ أنه عمل على تبديل مايقارب المئتان من صنابير المياة إلى أن استسلم .

ليضيف حول الواقع الخدمي بالقرب من المدرسة بأنه واقع سيء جدا واصفا إياه ( بالمزبلة ) فمدخل المدرسة تحيط به الأوساخ بالرغم من أن البلدية تقوم بترحيل القمامة كل يومين ولكن القمامة منتشرة حول المدرسة ومدرسة الوليد بن عبد الملك المجاورة لها ، بسبب إهمال أهالي الحي ونقص الوعي لديهم ، إضافة لانتشار الكثير من الحفر الطينية بسبب عدم وجود مصارف للمياه ، مع أنه تم تزفيت الشارع في الصيف الماضي ولكن مياه الأمطار تسببت هذا الشتاء بتشكل الحفر ، فضلا عن انتشار الكلاب الضالة والقوارض داخل الأبنية المتهدمة كون المدرستان تقعان وسط الأبنية خالية تماما من السكان ، خط الصرف الصحي المفتوح الذي يشكل خطرا على طلبة المدرستان الذي يتجاوز عددهم الخمسة آلاف طالب وطالبة .

وختاما .
من المؤكد أن ماقيل على لسان أهل الحي من مشاكل خدمية ليس بجديد، فتلك المشاكل التي تحدثوا عنها يعاني منها هذا الحي وأحياء شعبية كثيرة في مدينة حلب منذ زمن بعيد ، فالواقع الخدمي في معظم الأحياء الشعبية غير مرض وتسبب الاستياء والمعاناة لأهالي تلك الأحياء حتى أنهم وصلوا من المعاناة حد الاختناق ، وهم من منبر الجماهير اليوم يطالبون بالتدخل السريع وتحرك الجهات المعنية والمديريات الخدمية والجهات الرقابية للنهوض بالواقع الخدمي ، ولو بقدر قليل ضمن الامكانات المتاحة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار