الجماهير || أنطوان بصمه ج
تفاصيل معمارية عديدة تكتنف أحجار سوق الأحمدية الذي يشهد نهايات أعمال الترميم وإعادة التأهيل لإعادة ضخ الروح إليه وعودته إلى نشاطه التجاري وذلك بعد تعرضه للدمار خلال سنوات الحرب.
جالت ” الجماهير” في سوق الأحمدية والتقت المهندس يحيى الباشا من جهاز الإشراف في مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية الذي بيّن أن عمليات الترميم لـ 19 محلاً تجارياً ممتدة على ما يقارب 40 متراً، تلك المحال التجارية تشكل النشاط التجاري للسوق الذي يتضمن العديد من المنتجات منها الأقمشة والقطنيات إضافة لبيع المكسرات، حيث يتضمن السوق أيضاً سبيل للمياه ومقهى الشلبي “الجديدة” التي يكسب السوق أهمية لندرة المقاهي في الأسواق المشابهة، حيث يشهد المقهى عمليات ترميم بطرق تقليدية قديمة وذلك حفاظاً على الأرث التاريخي، ويتضمن سوق الأحمدية الواقع على طريق السوق التجاري المستقيم الممتد بداية من باب إنطاكية مروراً بسوق السقطية نهاية بسوق الزرب المطل على قلعة حلب الأثرية سقفاً مغطى في جزء ومكشوف في الجزء الآخر.
وفيما يتعلق بعودة السوق إلى سابق عهده، أوضح المهندس الباشا أن البدء بالمشروع كان في 15 من آب العام المنصرم وتستمر الأعمال حتى نهاية الربع الأول من العام الحالي وسيكون أهالي حلب مع موعد لافتتاح سوق الأحمدية، حيث تتم الأعمال بالتشاركية مع مؤسسة الأغا خان للخدمات الثقافية كجهة دارسة وممولة ومشرفة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية ومجلس مدينة حلب والمديرية العامة للأثار والمتاحف بحلب ويتم بذل أقصى الجهود في العمل وبأفضل جودة وأسرع وقت لإعلان عودته إلى نشاطه التجاري المعهود.
أشار المهندس الباشا إلى أن بداية أعمال الترميم تمثلت بإزالة وترحيل الأنقاض وتلتها عمليات فرز العناصر الحجرية المتضررة القابلة لإعادة الاستخدام والبدء بترميم واجهة المحال التجارية من إعادة تعويض الفاقد الحجري وأعمال العتبات البازلتية ومعالجة الأحجار بطريقة تقليدية قديمة باستخدام المواد الكلسية القديمة، مبيناً أن ما يميز سوق الأحمدية عن غيره من الأسواق وجود قبة تحتوي على المقرنصات المعمارية المزخرفة بطريقة جميلة، بالإضافة إلى وجود قمريات (فتحات نفاذ الضوء في الجزء المسقوف) التي يتخلل الضوء منها بطريقة منسجمة مع العناصر الحجرية المتواجدة فيه، وتلا تلك العمليات القيام بأعمال تأسيس البنى التحتية على محور السوق كاملاً وإعادة وضع البلاط وتصحيح الميولات المتواجدة فيه، وإزالة الكحلة القديمة المضافة للأحجار وإعادة تكحيلها بمواد كلسية، الأمر الذي يتطلب الحفاظ على الأعمال وحمايتها من خلال التوجه للأسطح وتصريف كامل المياه وتسوية المناسيب والقيام بعمليات العزل من خلال رقائق “البيتومين” المسؤولة عن عزل الأسطح تفادياً للرطوبة، في الوقت ذاته يتم التجهيز لأبواب خشبية خارجية للمحلات التجارية وتركيب المظلات المعدنية وإنارة السوق بشكل كامل عن طريق الطاقة البديلة.