حلب -الجماهير
لمناسبة مرور خمسة عشر عاماً على رحيل الدكتور رولان أنطاكي، صدر للدكتور سمير أنطاكي، الابن الأوسط للدكتور رولان، ابن حلب البار، طبيب العيون المشهور، في مونتريال ( كندا)، كتاب باللغة العربية من الحجم المتوسط، مؤلف من ١٨٠ صفحة حمل عنوان: ” رولان أنطاكي – عطاء بلا حدود” ١٩١٧ – ٢٠٠٦. وقد أهداه لوالدته المرحومة أم أمين، الملقبة في حلب بأم الشباب، والتي اشتهرت بجبر الخواطر بصمت جليل ومحبة فائقة.
وقد حمل الغلاف صورة قديمة بلون السيبيا للدكتور رولان ماداً ذراعه إلى الأمام وطيور ساحة كاتدرائية الدوومو ( القبّة ) في ميلانو ( إيطاليا ) تأكل بطمأنينة من كفه المفتوح بسخاء.
اتبع الدكتور سمير في مؤَلّفِهِ تسلسلاً منطقياً في تقديم نصوص الكتاب، إذ بدأ بسرد نبذة عن عائلته الأنطاكية منذ وصولها إلى حلب في العام ١٦٧٠، ومن ثَمَ سرد سيرة جده الدكتور أمين أنطاكي ( ١٨٨٠ – ١٩٦٥ ) الذي كان المؤسس لمكانة العائلة العلمية المشهود لها. ثم انتقل للحديث عن المرحوم والده، مذكّراً بموقعه العلمي وتفوقه المهني، ومشيداً بالقيم الإنسانية التي سعى إلى تلقينها لأبنائه، والتي كان أهمّها عدم التوقّف عن البحث العلمي، ومتابعة تطورات المعرفة الطبية وما وصلت إليه. إضافة إلى وصيته لهم باحترام مرضاهم ومساندتهم ومعالجتهم بمحبة.
ومن ناحية أخرى ذكر الدكتور سمير آلاف الأطفال الذين ولدوا نتيجة متابعة والديهم علاج الدكتور رولان وتوصياته بعد يأس وقناعة بعدم الإنجاب، ونوّه إلى الفرحة العارمة التي أدخلها الدكتور رولان إلى آلاف البيوت حين قدوم مولود(ة) جديد(ة) بعد طول انتظار.
كما سرد د.سمير مواقف أبيه من التدخين حيث كان أول من نبّه إلى مضار الإدمان عليه في محاضرة ألقاها في ٧ شباط ١٩٤٦ في نادي الشبيبة الكاثوليكية.
ومن ناحية أخرى، بيّن الدكتور سمير الصفات الريادية للمرحوم والده الذي رأس إدارة أندية مختلفة الأهداف إيماناً منه بدور المجتمع الأهلي في إدارة الشأن العام، وكانت بوصلته في مسيرته محاور أربعة عمل بهديها قولاً وفعلاً: الإيمان المطلق بالله جلّ جلاله، الحب الفاعل للوطن ومواطنيه، تقديس العائلة، ممارسة مهنية إنسانية صرفة.
كما ضمّ الكتاب الكلمات التي ألقيت في الحفل التأبيني الذي دعت إليه نقابة الأطباء بالتعاون مع الأندية التي رأسها الدكتور رولان،وذلك مساء يوم الجمعة ٢٦ كانون الثاني ٢٠٠٧ في مديرية الثقافة بحلب.
وفي منشور كتبه الدكتور نبيل أنطاكي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي عن إعلانه صدور هذا الكتاب، بقلم السيد بول مكربنة، الذي اقتبسنا منه هذا التعريف، يقول: وافر الشكر إلى الدكتور سمير، الابن البار ومثال الوفاء، مع الأمل أن يعود إلى حلب المشتاقة إلى حضوره المتميّز وعلمه الغزير وخبرته الطويلة. الشكر له لإعادتنا إلى عصر حلب الذهبي، عصر كان الدكتور رولان من صنّاعه مهنياً واجتماعياً وثقافياً ورياضياً.
أسرة تحرير الجماهير تبارك للدكتورين الأخوين سمير ونبيل إنطاكي صدور هذا الكتاب المهم عن سيرة الطبيب الراحل أبيهما رولان أنطاكي، والسيرة العلمية المميزة للعائلة، والتي يشهد أهل حلب على أن أياديهم البيضاء كانت تمتد في كل مكان وزمان لمساعدة الفقراء والمحتاجين بكل روح نقية ووجه بشوش وقلب مفعم بالمحبة.
رحم الله الدكتور رولان أنطاكي وزوجته، وأمد الله في عمري الطبيبين سمير ونبيل اللذين مازالا يقدمان كل جهدهما في سبيل العلم والإنسانيّة.