المحامي سمير نجيب
يقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس يقطنه حوالي 3000 نسمة تعود تسميته نسبة الى طبيب صلاح الدين الايوبي الدكتور حسام الدين الجراحي الذي دفن في هذا الحي قبل حوالي 900 عام وتعود ملكية اراضي الحي الى عائلات عربية فلسطينية موثقة في سجلات الملكية لدى العثمانيين قبل حوالي 400 عام احتل الحي من قبل الاحتلال الصهيوني عام 1967 لتطل بعد ذلك مزاعم عدد من المستوطنين بأحقية ملكيتهم لأراضي هذا الحي مستندين إلى وثائق مزورة أيدتها المحاكم الصهيونية المتواطئة معهم ومنذ تلك اللحظة أي قبل حوالي خمسين عاما بدأ الصراع بين أصحاب الأرض الحقيقين وبين مزاعم المستوطنين الصهاينة وهو بالجوهر صراع على الهوية والأرض والتاريخ فهي ليست معركة امتار هنا وهناك بل معركة وطن مجبول بدماء الشهداء التي روت ارض الوطن على مدى قرون في مواجهة الغزوات التي مرت على أرض فلسطين والقدس فالمعركة الحالية في القدس بشكل عام وفي حي الشيخ جراح بشكل خاص هي معركة في اطار الصراع والاشتباك المفتوح والمستمر مع الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى تهجير أهل الحي لتهويده تجسيدا لركائز المشروع الصهيوني القائم على الاستيطان والتهويد ولكن أهالي القدس وأبناء الشيخ جراح ورغم كل الإجراءات العدوانية الصهيونية من هدم بيوت واعتقالات ومضايقات وحصار متشبثون ومنغرسون بالأرض صامدون مرابطون مدافعون عن الأقصى والقدس منطلقين من إدراكهم ووعيهم بأن نجاح المشروع الصهيوني الاستيطاني بتهويد حي الشيخ جراح سيكون البداية والمقدمة لتهويد كل القدس وتدنيس مقدساتها…
فصمود أهل حي الشيخ جراح شكل نموذج للتلاحم الوطني الشعبي وعنوانا للهوية الوطنية متمسكين بأرضهم ليشكلوا خط الدفاع الأول في الدفاع عن القدس والمقدسات وعن كرامة الأمة مؤمنين بعدالة قضيتهم وبوقوف أحرار وشرفاء العالم معهم وان محور المقاومة لن يخذلهم وسينتصر لهم كما انتصر في معركة سيف القدس التي ما زال الكيان الصهيوني يعيش هاجسها الأمني حتى اليوم.