الجماهير – بيانكا ماضيّة
“علّي علّي بطل فليد هيّا طرْ ياغريندايزر، عدوّك فاحذر، سلّح نفسك، ناضل في الدفاع لأجل سلامٍ فوق الأرض في كلّ الأصقاع، كافح شرّاً حطّم مكراً، فالخطر كبير…هذي الأرض ياغريندايزر كوكب صغير، فيها عطاء، فيها حياة، والخير كثير، دافع دافع حتى تنال عدلاً للجميع، والحق المنيع….. غريندايزر علّي!”.
هذا ماكان يصدح به صوت سامي كلارك، الذي طار أمس، وكانت خلفه الأوركسترا كلّها: كمان، ترومبيت، كمنجات، قيثارة…. ومايسترو.
وسلّحنا أنفسنا منذ صغرنا، واستعددنا للمجابهة والقتال والطيران، حملنا أسلحتنا وتبعنا كل “غريندايزر” كان يطير ويحلّق، وكنا نطير من شارع لشارع، ومن بيت لبيت، نسدّد ونصوّب ونطلق نيراننا نحو الشرّ والمكر.
طار أمس “غريندايزر” الذي طرنا معه في طفولتنا، ولكن من تشرّب روح صوت سامي كلارك وقوة “غريندايزر” لاينطفئ برحيل الأقوياء الذين أصبح فعلهم وصوتهم وكلامهم في الأعماق، في الروح.. فلئن كان الأقوياء يرحلون في أفلام الكرتون، إلا أنهم في أفلام الواقع لايرحلون، لايموتون، يخرج منهم ألف وألف “غريندايزر”، ينتفضون كالفينيق من تحت الأرض، يطيرون كالنسور الذهبيّة الناريّة، وبضربة جناحين يحرقون الأخضر واليابس، يحرقون الشرّ والمكر والخداع والنفاق، كي يسود الحقّ.
كلّنا غريندايزر اليوم، نطير فوق كلّ البقاع، ننثر مراسيلنا، نطلق صواريخنا، ننشر أقحواننا، عطر ليموننا، على الجبال، فوق التلال، في السهول والوديان، فوق القلاع، على دروب الفقراء والبائسين والمهزومين المقهورين.
“ها نحن ذا على دروب كنزنا، نسير معاً وآمالنا تسير قبلنا” وخمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق في جزيرة الكنز؟! وهانحن ذا على دروب نصرنا نسير معاً، وكل الآمال تسبقنا ونلهث خلفها “دار دار، زنقة، زنقة”، وآلاف ماتوا من أجل كنوزنا المخبأة..
” آه آه على هالأيام، آه آه ماعاد فينا ننام” ؟! نمنا طويلاً وشبعنا نوماً، وآن الأوان لنستيقظ من سباتنا الطويل، ونتحد في مواجهة العدو الأوحد، كي نسحق رأسه ونقطع ذنبه.
“قومي تنرقص ياصبيّة واشبكي ايديك بايدي”؟! سنرقص وسط كل مياديننا، مدننا، ضواحينا، وسط كل ساحات قرانا التي استباحها الأعداء، وسنشبك، سنشبك حتى لايمكن لذرة هواء أن تمرّ من بين أصابعنا!.