الريف الجنوبي .. عشرات القرى تعاني من النقص الشديد في مياه الشرب

الجماهير || رفعت الشبلي

يعاني ابناء الريف الجنوبي لحلب من نقص،شديد في مياه الشرب طيلة ايام السنة و خصوصا في الصيف ، اذ تحتاج الاسرة الى كمية من المياه ليس لها تقدير صحيح كإحصاء حتى الآن ، لكون الاحتياجات تكون بحسب حجم الاسرة، اضافة الى حر الجو الذي تشهده هذه المنطقة ايام الصيف .
عشرات القرى التي تعاني من النقص الشديد في مياه الشرب، مع العودة الكثيفة للمواطنين الى قراهم التي فروا منها نتيجة الاعمال الإرهابية و بعد تحرير المنطقة، لاتزال هذه القرى متضررة ، فقد هدمت مشاريع مياه الشرب التي اقامتها الشركة العامة لمياه الشرب في تلك المنطقة وسرقت الآبار ” مولدات و مضخات ” .
من جهته رئيس مجلس بلدية بلاس احمد الحميدي بين ان هناك ١٤ قرية ومزرعة و تجمع سكاني يتبع لمجلس بلدية بلاس ، والغالبية منها تعاني نقص شديد في مياه الشرب بفصل الصيف .
واشار الحميدي الى ضرورة الاسراع بإنجاز مشاريع مياه الشرب للمنطقة والتي تسرع الاستقرار في المنطقة وتساعد بعودة الاهالي و تأمين مياه شرب لهم وللمشاريع الصغيرة التي تحض الحكومة على انجازها مع المواطنين .
بلدية الحاضر و التي تتبعها ١٧ قرية ليست احسن حالا من مثيلاتها ، فهي تعاني مع قراها نقص شديد بمياه الشرب ، حيث يقوم الاهالي بشراء المياه من مصادر خاصة بتكلفة وسطية للخزان سعة ٢٥ برميل ب ٤٠ الف ليرة سورية ، وذلك اذا تعدى توزيع هذه المياه الى قرى بعيدة نسبيا عن مركز البلدية .
رئيس مجلس بلدية الحاضر علي المحمد اكد ان جميع القرى التابعة لمجلس بلدية الحاضر تعاني النقص الشديد بمياه الشرب كون استجرار مياه الشرب لبلدية الحاضر من قرية زيتان والتي تضررت شبكة المياه فيها بشكل كبير اثر الاعمال الإرهابية التي طالتها ، و كون التأخير بإعادة ترميم آبار مياه الشرب جعل الاهالي تقوم بتأمين المياه من آبار لا تتبع للشركة العامة لمياه الشرب وغير معقمة الامر الذي يولد اصابات من امراض خطيرة تعم السكان اضافة الى التكلفة الباهض للنقل .
والحال واحد في كل من بلديات زمار ، جزرايا و العيس فجميعها تعاني من نفس المشكلة .
من جهته مدير الشركة العامة لمياه الشرب بحلب المهندس انس ابو دان بين ان الشركة العامة لمياه الشرب تقوم بإجراء الصيانات اللازمة لشبكات مياه الشرب ضمن القرى و تجهيز الآبار المعطلة وذلك وفق خطط مدروسة آنية ، كون الغالبية من هذه الابار و بعد تحليل المياه اتضح ان الغالبية منها غير صالحة للشرب ، لذلك يتم العمل على ايجاد مصادر اخرى للمياه لكل قرية .


المهندسة عبير الشيخ مديرة التخطيط و التعاون الدولي اوضحت ان هناك مشروع استراتيجي بطول ٨٥ كم لري الريف الجنوبي ابتداءً من بلدية جزرايا غربا الى قرى تل الضمان وجبل الحص شرقا باتجاه قرى عسان شمالا والى خان طومان برقوم غربا والعودة الى جزرايا جنوبا مرورا بالعيس ، بانص ، تلباجر ، حوير العيس و زمار .
وبينت المهندسة عبير ان هذا المشروع سيقوم بتغذية قرى سهل المطخ و قرى تل الضمان و جبل الحص الاولى من مركز ابو صفيطة والتي تتغذى من قناة الجر الثالثة من نهر الفرات ، موضحة في الوقت ذاته انه يتم العمل الان على تجهيز محطة عسان بعد ابو صفيطة ومن ثم الى بلدية بلاس بطول ١٥ كم كمرحلة اولى ومن ثم وضع مناهل لكل قرية .
ثلاث سنوات مضت على تحرير ريف حلب الجنوبي كفيلة بايجاد حلول لتخديم المنطقة بمياه الشرب قبل ان تتفاقم الازمة ، فهل هناك آذان صاغية تعيد الحياة الى القرى بقطرة ماء ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار