· دعبد الحميد ديوان
آذار أقبل وانتشت أحلامه
للّه درّك في الشهور إمام
رسمت طيوبك في السماء نسيمها
وصحا على نوّارك النيّام
وسعت جيوش الغيث في آفاقنا
تعطي الأماني في القلوب سلام
هذي تباشير الربيع تألّقت
وتعطّرت في ليلنا الأحلام
نسجت خيوط الفجر في أعماقنا
أزهار شوق في السنا تنسام
وارتاح فوق الأرض في صمت المسا
ندفٌ من الثلج العزيز غرام
وازينَّت الدنيا بنور جماله
وتراقصت في بحره الأنغام
وتنادت الأطيار تبغى مسرحاً
لنشاطها وتمايل الهيّام
للّه درّك من شهرٍ يموج به
نهر المحبّة والهوى بسّام
تغفو الطبيعة في مساكنها
وتنام في راحتها الأفهام
وتساقطت بالفرح أحلام الصّبا
فتناثرت أطيابها أرقام
نامت بروق المجد في آفاقها
وتغلغلت في عطرها الأنسام
كم كنت أسعى للأماني طامحاً
فارتاح في آذارها الإلهام
أرنو إلى همس الليالي ساهراً
فتطيب أحلام الهوى وتنام
نمشي ويلمسنا النّسيم مصافحاً
أبواب قلبي والنّدى رسّام
وتجود أطياف المحبّة غُرّداً
وبصدرها تتبدّد الأسقام
ومواسم الزّهر انتشت في ثوبها
فتألّقت في عطرها الأفهام
أزهو بريّاها وسحر جمالها
فأريجها يجلو النّدى ويرام
هذي تباشير الرّبيع تناجني
وبنور ريّاها يضيء الهام
يا طيب أيّام لنا في موطنٍ
فيه تغنّت بالهناء عِظام
يجلو الرّبيع بروضه أشواقنا
فينام آذارٌ به رنّام