المحامي مصطفى خواتمي
بين الفينة والأخرى تقوم بعض المعاهد والمدارس الخاصة والغرف التجارية والصناعية والزراعية والسياحية والجمعيات الأهلية الخيرية منها والتنموية وغيرها من الفعاليات بإقامة معارض لتنشيط الحركة التجارية والخدمية والتراثية في مدينة حلب وخاصة بعد تحريرها بهدف إعادة الحياة الطبيعية لها ، وكذلك تنشيط المبادرات الفردية في العمل والحصول على براءات اختراع للمبدعين في المجالات العملية, وفي ظل الحصار المستمر طيلة عشر سنوات فنحن في أمس الحاجة للبدائل ليس فقط في حوامل الطاقة بل في كل المجالات.
وكما قيل سابقاً (الحاجة أم الاختراع) وهذا الاختراع يأخذ صفة الديمومة.
ونحن نؤكد على مجال التنمية المستدامة وليس المعارض الآنية التي تقام لمدة أيام معدودة سواء كان منظمها أشخاصاً أو هيئات مختصة أو مجموعة من الهواة غير المحترفين.
ونعود للمعارض التي شاهدناها منذ عقد من الزمن ونقول: هل حققت تلك المعارض أهدافها المرسومة لها؟
للجواب على ذلك يجب علينا التدقيق والتفصيل ومن الناحية الشكلية يمكن تقسيمها إلى قسمين:
الأول: المعارض المخصصة للنساء والأطفال وهي للهواة ولم تحقق لأصحابها دخلاً .
الثاني: من المحترفين, فهي لم تدر عليهم أرباحاً بل تغطية الرسوم والمصاريف.
إلا إذا كان المكان المخصص للعرض مجاناً وهذا ما نؤكد عليه بأن يكون الدعم من الجهات العامة أو الخيرية أو المشتركة والنقابية.
أما المعرض الخاص الذي يكون بدل آجاره 50 ألف ليرة سورية في اليوم فقد فشل المشترك فيه إلى تحقيق الربح البسيط بل عاد عليه وعلى الجهة المنظمة بالخسارة المادية.
إن تكرار تلك التجارب رغم الخسارة يكون دافعة الأمل بالحياة والاستمرارية بالعمل وحب الوطن.
ونرى أن تكون تلك المعارض لقاء بدلات إشغال أو إيجارات رمزية.
وهذا ما قامت به فعلاً غير مرة الجمعيات الخيرية في سوقها المعروف بسوق الخير في شهر رمضان المبارك وعلى أرض كراج هنانو سابقاً في محلة المشارقة والجاري بملكية وزارة الأوقاف.
إن أغلب العارضين يشتركون في السوق التجاري أو الخيري بدافع الربح وتحسين الوضع الاجتماعي للعائلة في ظل الحالة الاقتصادية المتردية لهم بسبب الغلاء ولتحسين وضعهم وتأمين الاحتياجات الضرورية لاستمرار حياتهم.
وعلى عاتق الدولة والقطاع المشترك ومجلس المدينة يقع عبء تأمين تلك الأسواق التراثية والشعبية والخدمية الموسمية والمؤقتة والبازارات في ريف حلب وخاصة بعد أن فشل سوق الحرير غرب المدينة الواقع في جمعية المهندسين في تحقيق الغاية التي أسس لأجلها ويجب التفكير بشكل جدي لتحويله لسوق موسمي خاصة وأن سوق الإنتاج الزراعي والصناعي بحلب قد أصبح خارج الخدمة منذ عقد من الزمن.