الأخطاء المرتكبة أثناء ترميم الأبنية الأثرية و ضرورة تفاديها

• ياسمين درويش
تمتاز حلب القديمة بأبنيتها التراثية المبنية في عدة عهود فمنها ما قد أنشئ في العهد المملوكي ومنها ما قد بني في عهود أقدم كالأبوبي والزنكي أو أحدث كالعهد العثماني، وهكذا فإن أبنية المدينة القديمة تشبه سمفونية مبهرة ذات أنغام متعددة تحاكي تاريخ مدينة حلب العريقة .
ولا يخفى على أحد ما مرت به المدينة عبر تاريخها من أهوال وزلازل وكوارث طبيعية، وتفجيرات إرهابية للأنفاق، وعوامل الزمن الأخرى، وهنا تبرز أهمية الترميم.
ولنعرف ما هي الأخطاء المرتكبة أثناء الترميم لكي يتم تفاديها توجهنا إلى المهندس الاستشاري محمود سيكت مهندس مدني استشاري عضو لجنة التراث في نقابة المهندسين فرع حلب، عضو لجنة التراث والدراسات والبحوث الاستراتيجية في جامعة حلب.
له العديد من الندوات والمحاضرات والدورات التدريبية في مجال الترميم.


– إعداد إضبارة هندسية متكاملة للبناء المطلوب ترميمه
وقال المهندس سيكيت : عند ترميم أي منزل أثري ينبغي إعداد إضبارة هندسية متكاملة للبناء المطلوب ترميمه أو تدعيمه تتضمن الإضبارة مخططات تشرح الوضع الراهن والوضع المقترح والوضع الذي كان عليه البناء مدعما بالصور، لكي نحصل على ملف متكامل كدليل أعمال لعمليات الترميم التي سيقوم المرمم بها مدعما بالرسومات المعمارية والمخططات الإنشائية وكافة تفاصيل الزخارف والنقوش الأثرية التي ستعود كما كانت بهية جميلة.
وتتضمن الإضبارة خطة العمل والجدول الزمني والكلفة التقديرية ورخصة العمل المصدقة أصولا.
– الأخطاء المرتكبة أثناء الترميم
أما عن الأخطاء المرتكبة أثناء الترميم بين المهندس سيكت أنه على المرمم ألا يكون جاهلا في أعمال تدعيم المباني التراثية دون اللجوء إلى فكها، كما عليه أن يجري الدراسات الإنشائية والتحليلية عند إعادة تأهيل المباني التراثية.
ومن مسؤوليات المرمم ألا يحول المبنى الأثري لغير الوظيفة التي بني من أجلها أو قيامه بإضافة أحمال جديدة كالجدران والأسقف التي ليست من أصل البناء.
وأحيانا نلاحظ جهل المرمم بالترميم الصحيح حين يواجه تآكل أو تكسر الأخشاب المبرومة، وهي الدعامات الحاملة للأسقف.
ومن الأخطاء الشائعة استبدال البروفيلات المعدنية الحاملة للأسقف والبلاكين حين اهترائها أو تآكلها بعناصر بيتونية بسبب عدم معرفتهم بطريقة تشكيل العناصر الحاملة لها.
وعلى المرمم ألا يبدأ عملية الترميم وهو في حالة جهل لمشاكل المبنى الإنشائية كميلان الجدران أو هبوطها أو تشققاتها أو انتفاخها، فيقوم بتكحيل الشروخ دون معرفة الأسباب.
وفي مواضع أخرى يعالج المرمم تشققات القباب بالصبات البيتونية أو يستخدم صبات الموزاييك الإسمنتية لتغطية الدعامات الحجرية والجدران وهي أيضا من الأخطاء المرتكبة أثناء الترميم .
– الحذر في استخدام أدوات الترميم
وحذر المهندس سيكت من الأخطاء المرتكبة أثناء تنفيذ الترميم في الموقع قائلا:
قد يلجأ البعض أثناء تمرير الشبكة الكهربائية وتثبيت النقاط الضوئية، أو تمرير الصحية إلى حفر الجدران بأدوات رجاجية دون الانتباه لوجود زخارف أثرية مميزة أو تخاتيم فيصعب معالجة هذه التشوهات أو من الممكن أن يلجأ المرمم لجلي السطوح الحجرية (الجدران) بالصاروخ أو البلاط الأثري بدسك الجلي لتتشوه تلك السطوح الحجرية.
ومن أسوأ التشوهات التي تصيب المبنى الأثري تغطية السطوح الحجرية الداخلية والخارجية بطبقة تلبيس من حجارة مجلية.
أو التعويض عن الحجارة المفقودة بحجارة رقيقة ذات سماكة ٥ سم أو أقل، و إضافة بعض المواد التي تعتق الحجارة الحديثة.

– استخدام مواد غير تقليدية أثناء الترميم
كما حدثنا عن الأخطاء المرتكبة أثناء الترميم بسبب استخدام مواد غير تقليدية أثناء الترميم كاستخدام الكحلة الإسمنتية، أو مادة الإيبوكسي في إملاء التشققات والشروخ.
ومن واجبات المرمم أن يقوم بعملية الحقن للتشققات ومن الأخطاء أن يكتفي بتغطية التشققات والكحلة لطرفي الجدار.
ونلاحظ في الأبنية الأثرية طبقة اللياسة أو الزريقة الإسمنتية وخاصة السوداء للأسقف الغمس والجدران مما يجعل هذه السطوح عرضة للتآكل بسبب المليح وتفاعل أكاسيد الأسمنت مع الحجارة.


ويجب الانتباه أثناء تنفيذ الترميم إلى عدم إزالة طبقة الباتينا التي تغطي السطوح وخاصة الخارجية والتي تنتج من تفاعل مكونات الهواء مع المواد والفلذات التي تدخل في تراكيب الحجارة.
وأثناء تنفيذ عمليات الترميم يتم التركيز على كون الجدران الحاملة في المباني الأثرية مكونة من طبقتين بينهما ركة ينبغي إعادة حقنها بالكلس المطفأ بالإسمنت الأبيض لكي تعود أصيلة كما كانت

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار