الجماهير || محمود جنيد
لو التزم المقتدرون من أهلنا بإيفاء حقوق فقرائنا عليهم، بإخراجهم زكاة أموالهم بصورة شرعية، لماتبقى معوز في مجتمعنا، لاسيما في زماننا الأغبر الذي يحتاج فيه المواطن السوري الى جرعة دعم لمواجهة واقعه المعيشي القاهر الذي تتسع فيه الفجوة بين الدخل والمصروف كما المسافة بين المشرق والمغرب في ظل التضخم الرهيب الذي يبلع العملة كما تفعل النار بالهشيم.
مثال واقعي بسيط تراءى لنا يوم أمس الذي رفعت فيه الأرامل الدعاء لذلك التاجر المحسن الذي تكفلهن وأيتامهم كما جميع أقربائه و كثير من العوائل الفقيرة، بالمعونة المادية والعينية الشهرية والتي تتضاعف في مناسبات مثل شهر رمضان والأعياد على مدار سنوات طويلة رغم أنه يقطن خارج البلد من فترة ما قبل الحرب،. لو أن ميسورينا جبروا بخاطر المعسرين منا على غرار ذلك المحسن، كما قالت إحدى عابرات السبيل، لكانت الدنيا بخير رغم الظروف الصعبة.
أما ذلك اللص الفاسد الذي خطف وهو على صهوة دراجته النارية، ما بيد المواطن المعتر لتبين له بأن الكيس يحتوي على قمامة كانت في طريقها لأقرب حاوية، فهذا يشبه كإسقاط واقعي، مايكنزه المارقون من ممارسات اللصوصية على مختلف أوجهها (نهب المال العام، الرشوة، الاحتكار……)، وهو ليس سوى وسخ الدنيا الذي لن يأخذ معه غيره إلى مثواه الأخير (صندوق من البلوك مترين بمتر) في الحديثة وستفوح رائتحه النتنتة منه.!!!
ولأن الدال على الخير كفاعله (عودة إلى السياق الاول)، فإننا سنكون عند حسن ظن تلك السيدة التي تعتبر بأن صوت الإعلام واصل، ونوجه رسالتها للجمعيات الخيرية وأصحاب الأيادي البيضاء من المتصدقين، بأن يتفقدوا ويساعدوا المتعففين الذين يصارعون الموت، كمثال قريبتها التي أجرت عمل جراحي لورم سرطاني ، ومازالت في طور العلاج الذي قد يجعل زوجها الدرويش الذي طمرته الديون يبيع جزء من جسمه لعلاج عمود بيته و(مثلها أمثال ) لا يراهم أو يعلم أحد معاناتهم غير الله