بقلم || سعد الراشد – رئيس التحرير
ما إن جاء المستعمر الفرنسي إلى الأرض السورية حتى اشتعلت الثورات فيها رافضة كل أشكال الاستعمار والتبعية والوصاية ولم تنطفئ شعلة الثورة إلا بإعلان الاستقلال التام للمستعمر عن الأرض السورية في السابع عشر من نيسان من عام 1946.
فكانت ثورة الشمال بقيادة إبراهيم هنانو وثورة الجنوب بقيادة سلطان باشا الأطرش وثورة الساحل بقيادة الشيخ صالح العلي.
وقد انتفض الشعب السوري بأطيافه كافة لمقاومة الاستعمار بكل الوسائل المتاحة وبالنضال السياسي والعسكري على التوازي ولكن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فالمستعمر لم يرحل عن البلاد إلا بفضل المقاومة الشعبية وتضحيات الأبطال الذين نذروا حياتهم لعزة وكرامة الوطن فضلاً عن دماء الشهداء الزكية التي روت تراب الوطن.
واليوم ونحن نعيش الذكرى السادسة والسبعين للجلاء نستذكر أولئك الأبطال وتضحياتهم الكبيرة حتى تحقيق السيادة الكاملة والكرامة على أرض الوطن ونزداد قناعة بأن الحرب الغاشمة التي شنت على سورية إبان الربيع العربي المزعوم سوف تنتهي بانتصار أصحاب الأرض وبالرغم من المعاناة الكبيرة التي نمر بها من ضيق سبل الحياة وحرب لقمة العيش وبالرغم من التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبطال الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب وتحرير الأرض سيبقى أبناء سورية مصرين على تحقيق الانتصار مهما كان الثمن غالياً فتضحيات اليوم في سبيل الانتصار هي تحصين وترسيخ لمفهوم الجلاء.