الجماهير || عتاب ضويحي
عبر التاريخ الطويل لسورية والمجد لا يكتب إلا بمداد من ذهب، سطّره ولا يزال يسطّره السوريون في مسيرة النضال الطويلة إيماناً منهم بأن الأرض وسيادتها كانت ولا زالت تتطلب المهر الغالي والثمن الرفيع.
وذكرى الجلاء إحدى المحطات المضيئة في تاريخ مجد بلدنا الحبيب، وملحمة خالدة في سجل كفاحه الوطني، نخلدها نحن السوريين بمشاعر الفخر والاعتزاز لأنها كانت معركة حقةّ لإحقاق الحرية والكرامة واسترجاعاً للحق المسلوب.
من ذكرى الجلاء التي شكلت على الدوام أحد الأحداث التاريخية البارزة، استلهم السوريون أسمى معاني التآزر والثبات في سبيل الحرية والكرامة، ذكرى غنية بالدروس والعبر والمعاني والقيم، كتبت أمجاداً أضاءت ولا تزال درب بلدنا الذي يتطلع للمستقبل بعيون تاريخه البطولي الحافل.
وكل شبر من أديم هذا الوطن تخّضب بالزكي الطاهر من دماء مواكب الشهداء، ليكون النصر والاستقلال تتويجاً لنضال طويل مليء بالتضحيات ويخرج آخر جندي فرنسي من أرضنا في ال17 من نيسان عام/ 1946/.
ولأن النضال ديدن سورية كتب لها على الدوام أن تبقى في مواجهة مستمرة مع الطامعين بالنيل من سيادتها والسيطرة على ثرواتها ومقدرات شعبها، سلاحها الوحيد وحدتها الوطنية ووقوف أبنائها قيادة وشعباً وقفة رجل واحد أمام الأنواع المختلفة من الأعداء والأطماع والنوايا السيئة اتجاه بلدنا، فكان النصر حليفها الدائم، وشمس النصر الكامل واسترجاع كامل أراضينا ستبزغ لامحالة لأننا كنا ولا زلنا أصحاب حق وسيادة.