• المحامي سمير نجيب
تصادف هذه الايام الذكرى 74 لنكبة فلسطين التي حلت بالشعب الفلسطيني في 15 أيار عام 1948 ونحن نستذكر هذه الذكرى الأليمة ليس من باب التذكير فهي ذكرى تأبى النسيان لأن مفاعيل مأساتها ومعاناتها ما زالت حاضرة كل يوم في تفاصيل حياة الشعب الفلسطيني وهي ستبقى ما بقيت آثارها من تشريد وتهجير ولتكون حافزا للنضال حتى انهاء هذه المأساة بإزالة هذا الكيان المصطنع وعودة كل اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها نتيجة المجازر الوحشية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بدعم من سلطة الانتداب البريطاني آنذاك ..فالشعب الفلسطيني يستحضر هذه الذكرى ليجدد التأكيد على حقه التاريخي بفلسطين وليجدد النضال والكفاح والاشتباك اليومي مع الاحتلال لتعميق أزمته الوجودية التي يعاني منها حيث لم يستطع هذا الكيان ان يهود الارض ولا اسرلة الشعب الفلسطيني بالاراضي المحتلة عام 1948 فرغم مرور كل هذه السنوات ما زال متمسكا بهويته الوطنية وبعمقه العربي إضافة لعجزه عن الاستمرار بدوره الوظيفي العدواني بالمنطقة خدمة لمصالح الدوائر الامبريالية وبالمقدمة منها الولايات المتحدة الامريكية التي ترعى وتدعم هذا الكيان منذ نشأته حيث تراجع هذا الدور للكيان ليتقدم الراعي مباشرة لتأمين مصالحه بالمنطقة عدوانا واحتلالا كما حصل في العراق وسوريا اليوم .
بعد 74 عاما لم يستطع هذا الكيان قتل الروح الوطنية الكفاحية لدى الشعب الفلسطيني وخاصة لدى شريحة الشباب الذي توهم قادة الكيان بأن هذا الجيل سينسى وطنه ” تأكيدا لمقولتهم بأن الكبار سيموتون والصغار سينسون ” وليخيب ظن الكيان ويتفاجأ بجيل متمسك بأرضه وبحلم العودة الى ديار الآباء والأجداد جيل مؤمن بأن هذا الكيان لا يؤمن بالسلام بل وجوده هو نقيض للسلام وأن لا خيار امام الشعب الفلسطيني الا التمسك بخيار المقاومة والنضال كطريق للتحرير والعودة مستندا لحقه التاريخي وعمقه العربي وإلى دعم محور المقاومة له مؤمنا بأن الحق مهما طال عليه الزمن لا يسقط بالتقادم وهو حق متجدد حتى تحقيق اهدافه بالتحرير والعودة.