الجماهير || عتاب ضويحي
اعتدنا التركيز على نصف الكأس الفارغ ونهمل أو نتجاهل عن قصد النظر إلى نصفه الممتلئ، وهو تماما مايحدث معنا في وسائل النقل العام ، فمن مواصفاتها الجماعية التمتع بروح الجماعة، أن تحس كما يحس الجميع، أن تمر بذات ظروف الجميع، تتعلم فنوناً وقواعد كثيرة، أولها معرفة الوصول لهدفك معتمداً على فنون الهرولة والركض ومطاردة وسيلة النقل، تتعلم الصبر والمرابطة في انتظارها، وتتقن رياضة اليوغا عندما تقف كالمسمار و تحشر في إحدى الزوايا، والأهم أن تهون عليك مصائبك عندما تسمع مصائب غيرك، تتعلم آداب السلوك واحترام كبار السن عندما ترى الكثيرين لا يراعونها ولا يلقون لها أذنا صاغية ، تضبط وتحسن من جلوسك وتتعلم رص الصفوف، تحقيق مبدأ المساواة في الجلوس والوقوف بين الرجل والمرأة في غضون دقائق، بينما بقيت أكبر الدول سنوات وقروناً تسعى لتحقيقه ، تقدر قيمة الأشياء القديمة وخاصة العملة الورقية فرغم علامات الاهتراء والتلف إلا أن فائدتها عظيمة، فلست مضطراً لسماع جملة “مامعي فراطة”، دروس مجانية في الحساب الذهني عندما يوكل إليك جمع التعرفة من الركاب، تنظيم الطابور، تعويد الأذن على سماع أجمل النغمات “ع اليمين زكاتك، ع رياحتك معلم، نزلني ع الزاوية إذا بتريد”، التزود بذخيرة واسعة من المفردات إيجابية وسلبية، إتقان فنون الرد بمكانها وزمانها المناسبين، إزالة الفروق الطبقية، فالجميع سواسية والأفضلية بالأسبقية، وإن كنت من أصحاب مهنة القلم والفكر فستراودك بنات الأفكار وتنهمر بغزارة عليك لتكتب في شتى المجالات، شعور جماعي مشترك بالظفر والنصر.
نِعم كثيرة لاتعد ولاتحصى لوسائل النقل الجماعي، من لم يجربها لم يعرف ويذق معنى السعادة في حياته كلها.
فانظروا إلى النصف الممتلئ لتنعموا بالسعادة.
⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ⯑⯑
https://t.me/jamaheer