أديل برشيني
منذ زمن حين كنت أقل شهرة كنت أختفي من آن إلى آخر لكن أحدا لم يكن يهمه رصد سلوكي.
منذ زمن أيام كنت ما أزال أشق طريقي في عالم الكتابة كانت تنقضي أشهر يغيب خلالها حضوري دون أن يصرخ صوت أين هي.. وكنت يومها أتابع اكتشاف حقيقتي وحقيقة اﻵخرين.
لقد كنت دوما أحضر وأغيب، لم يحدث أن كنت عضوا دائما في صالونات المجتمع اﻷدبي،
لقد كنت عابرة سبيل متفرجة أخفي قلمي كالسكين داخل ابتسامتي، أرصد مايدور أكثر مما أشارك فيما يدور، أتابع البحث عن الحقيقة وأخطط لاغتيال القيم الزائفة،
سأظل دائما أحضر وأغيب وولائي لشعري يقودني إلى انتقاء أكثر المناخات نموا له.
سأختار صيغة حضوري، حضور أبجدي، حضور جسدي، لاحضور انثوي وهكذا إلى مالانهاية.
وأود أن أقول هنالك مواصفات لإعداد تركيب كيميائي معين، هنالك مواصفات في كتب تعليم الطبخ،
أما في اﻷدب فالعمل الجيد هو الذي ينسف كل المواصفات المتعارف عليها.
اﻷدب الجيد هو ببساطة ذلك الذي يضيء كل شيء لبرهة ولكن شيئا لايعود بعد ذلك كما كان.
برق وجداني يفتح كوة في جدار الغموض الكوني المبهم.
اﻷدب الجيد لااستطيع تحديد مواصفات له، لكنني أعرفه بالحاسة نفسها التي تدرك بها الخيول الوحشية قدوم الزلزال.
لذلك أقول مهمة اﻷديب خدمة الحقيقة ورفض الكذب، مهمة اﻷديب في هذه المرحلة صعبة جدا، مهمته اﻷساسية هي أن يحفظ توازن رأسه بين إخلاصه لوطنه وشعبه وناسه وإخلاصه ﻷدبه، ومطالب بعدم ارتجال كتابات هي أقرب إلى المنشورات اﻹعلامية والعابرة،
ﻷن اﻷديب هو حنجرة العصر وأية عزلة عن مصادر إلهامه تؤدي بموهبته إلى العقم.
لنأخذ الشعر، إنهم يكتبون، وهنالك أعمال لبعض المبدعين الشباب، كلهم يكتب وكلهم محاط بالناقد المتعالي والناقد المهاجر عن الفن، أما الناقد الحقيقي فإنه يزداد ندرة مع اﻷيام فماذا نفعل؟!.
اﻷدب ليس صناعة جماعية ولا ورشة إنه في النهاية هو أن تموت وحدك وأن تبدع قيامتك بنفسك.