#الجماهير || محمود جنيد
سلط المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة نادي الحرية يوم أمس الاثنين في مقر النادي، الضوء الكاشف على مختلف جوانب العمل منذ قدوم الإدارة قبل حوالي سنة مضت، وأرادت من خلاله توضيح بعض النقاط التي شابها اللغط في الفترة الماضية والرد على التساؤلات والاستفسارات المطروحة، مع التأكيد في مستهل الحديث على التوافق والانسجام بين أعضاء مجلس الإدارة والعلاقة الصحية التي تحدها أطر العمل المؤسساتي.
المحور الفني المتعلق بكرة القدم أكد فيه رئيس نادي الحرية نزار وتي بأن الهدف المعلن بالنسبة للإدارة هو صعود الفريق الأول إلى الدرجة الممتازة، بالاعتماد على أبناء النادي من اللاعبين الشبان واللاعبين تحت الرعاية، يدعمهم عدد من اللاعبين المميزين في المراكز التي يحتاجها الفريق.
وأوضح رئيس نادي الحرية بأن بعض اللاعبين ممن تم التفاوض معهم طلبوا مبالغ كبيرة جدا تصل إلى ٥٠ مليون ليرة وهي أعلى بكثير من السقوف المحددة وفقا للإمكانات المتوفرة في النادي، مشيرا إلى التعاقدات التي أبرمت لصالح فريق رجال القدم وهي أحمد العبدالله وعبد الباسط بستاني وعمر مشهداني ( اتفاق شفهي) ومحمد خير، وهناك مفاوضات مع مهاجم عالي المستوى، وذلك بالتشاور بين اللجنة الفنية الثلاثية المشكلة لغرض التعاقدات ومدرب الفريق مصطفى الحمصي الذي كانت الإدارة قدمت بعض الملاحظات حياله، وكانت لتتعاقد مع غيره لو توفر المال في خزينة النادي، لكن في النهاية استقر الخيار على المدرب الحمصي الذي يمتلك مقومات فنية تدريبية عالية، وبداية المشوار من مذاكرة كأس الصحفيين وهي المحطة المهمة التي سيقف عندها الفريق ليستزيد من جرعة التحضير ويستفيد من الاحتكاك الذي ستوفره للوقوف على مستوى اللاعبين وتحديد نقاط القوة والضعف.
المدرب الحمصي الذي التقيناه في النادي قبل المؤتمر الصحفي وتحديدا في المكان الذي أقيم فيه وهي غرفة الإدارة، فاجأ الجميع بخبر إعلان استقالته عبر صفحته الشخصية في فيسبوك بداعي عدم المصداقية من الإدارة، بعد سماعه ما دار من حديث عبر البث المباشر على صفحة النادي الرسمية في فيسبوك، ومن خلال تواصل الجماهير مع المدرب الحمصي وتعقيبا على ما أدلى به لنا مشرف كرة القدم في الإدارة مروان مدراتي حول ثني المدرب عن عزمه، فقد أكد الحمصي بأنه لن يتراجع عن قرار الاستقالة لأن الكلام الذي سمعه فيه المساس المعنوي بسمعته والتقليل من شأنه ومكانته أمام الرأي العام واللاعبين.!
واستكمالا لحديث رئيس النادي حول ملف كرة القدم أوضح بأن الإدارة والتشاور مع مشرف اللعبة ومدرب الفريق قررت عدم الاعتذار عن استكمال مشوار الكأس ومواجهة أهلي حلب بسبب عدم تكافؤ الفرص إذ عزز المنافس صفوفه بمجموعة كبيرة من اللاعبين عكس فريقه الحرية الذي لم يمض حينها على بدء تحضيراته أيام معدودة، والأمر الٱخر الذي برر الاعتذار أسوة بنادي حرجلة هو الذمم المالية المتراكمة على النادي تجاه الكوادر واللاعبين وقيمتها ٩٣ مليون ل.س، وعدم القدرة على السداد.
وأوضح رئيس نادي الحرية بأن النادي يعاني من عدم توفر الكوادر، وأن هناك مساعي لإقامة دورات تأهيل لتوسيع القاعدة، وزيادة عدد فرق قاعدة كرة القدم إلى عشرة فرق لاستيعاب الزيادة بعدد اللاعبين، مع أمنيته الزج بمجموعة من لاعبي فريق ناشئي النادي بفريق الرجال وهي القفزة النوعية التي يرتجيها، لافتا إلى أن فرق القواعد وبسبب ضعف إمكانات النادي تعتمد أولياء أمور اللاعبين لدعمها.
وينسحب الواقع المادي في النادي على الجانب التنظيمي إذ يقوم أعضاء الإدارة بمهام ( مدير النادي، وأمين السر والديوان) بسبب عدم توفر المال للاستعانة بموظفين، ما يشكل أعباء إضافية تثقل كاهلهم.
وفي الشأن الاستثماري أوضح رئيس نادي الحرية بأن الإدارة رفعت كتلة الاستثمارات المادية من ١٧٠ مليون لدى استلامها بمهامها في ٢٩/٩/٢٠٢١، لتصبح حاليا ٣٢٠ مليونا، وهي قابلة للزيادة إلى ٥٠٠ مليون مع المساعي القائمة لإعادة تقييم الاستثمارات ( موقع سيريتل، المسبح والمقصف، ملاعب الريشي) ووفقا لقرارات مجلس الوزراء، كذلك خلق استثمارات جديدة، وهو ما وصفه الوتي رئيس نادي الحرية بثورة الاستثمارات.
وبالنسبة للجانب المالي، كشف رئيس نادي الحرية بأن حجم الديون ( عجز الصندوق) على ما استلمت عليه إدارته العمل كان ٥٣٨ مليونا من بينها ٩٣ مليونا الذمم المالية المتراكمة للاعبي وكوادر القدم، وتم تخفيض الديون إلى ٥١ مليونا إضافة لمستحقات مدرب سلة الرجال جورج شكر ٤ ملايين، وبعض المستحقات غير المستلمة من قبل عدد من اللاعبين وهي متوفرة في خزينة النادي، وكل ذلك يستثنى منه مبلغ ١٢٣ مليون و٥٠٠ الف ل.س وهو كامل قيمة مبلغ تأمينات مسحوب من قبل إحدى الإدارات.!
وحول الواقع الإعلامي فقد قيمه الوتي بأنه تحت الصفر، لعزوف إعلاميي النادي عن العمل، والبحث جار عن خيارات مناسبة.
وختم رئيس نادي الحرية حديث المؤتمر بالتأكيد على أن الإدارة غير متمسكة بالكراسي وهي تضع نفسها تحت تصرف القيادة الفرعية والمركزية بعد أن أوضحت وبالتفاصيل والأرقام أوجه عملها من خلال الفترة قيادتها للنادي، وهي تنتظر الوقت المناسب الذي ستعلن فيه القرار الذي سيكون غير مسبوق وذلك بعد أن يقف النادي على قدميه بثبات.