بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
إذا انطلقنا من مبادئنا وأسسنا الشرقية وتربيتنا الأخلاقية والدينية سنلحظ فرقاً شاسعاً بين من يرشح نفسه ليخدم الناس وبين من يرشح نفسه باحثاً عن المقام والمنصب
فالمرشح الذي يكون لديه استعداد للتراجع عن وعوده يجتهد ببذل الوعود التي تضمن له تحقيق المكسب في النهاية.
و يكون لدى هؤلاء المرشحين آليات دفاعية تكفل لهم خلق تبريرات منطقية لتلك الوعود “الوهمية” .
أولئك المرشحون قد يكونوا جاهزين دائمًا للإجابة عن كل الأسئلة وإطلاق الوعود بسخاء؛ لأنهم لا يستطيعون قراءة الموقف جيدًا، فتكون نظرتهم على “الكرسي”، أما تلك الوعود فيتركها للظروف، وذلك بعكس المرشحين الشرفاء الذين يتعهدون بتقديم ما يستطيعون في ضوء المعطيات المتاحة.
والحقيقة أن الحيرة في اتخاذ القرار تعتري من يسير في شوارع مدينتنا الحبيبة حلب الشهباء ويشاهد العديد من صور المرشحين لانتخابات المجالس المحلية.
وقد وجدتني مدفوعاً بسائق المحبة لأكتب هذه النصيحة لنفسي ولكل إنسانٍ حريصٍ على الخير في الدنيا والآخرة.
بعد أن تحدثت في مقالات سابقة عن الانتخابات وتوصيفها الشرعي ومعاييرها، لا بدَّ أن أزيد البيان بأن الانتخاب أو الاختيار أو الانتقاء أمانة سيحاسب صاحبها عنها أمام ديّان السموات والأرض، لماذا اخترت فلانا دون فلان ؟ إن كان لعصبية أو قرابة أو هوى أو مصلحة شخصية فإن الناخب حينئذ يعد خائناً للأمانة ومضيعاً لها وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في علامات قيام الساعة: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة.) رواه البخاري .
إًذاً معيار الانتخاب الذي سنحافظ به على الأمانة هو الأصلح والأكفأ للمهمة التي يرشح لأجلها وليس معيارا آخر مهما كان .
وإن معيار انتخاب الأصلح والأكفأ يسلم به جميع العقلاء مهما اختلفت عروقهم ومعتقداتهم وأفكارهم .