الجماهير- محمود جنيد
أعادتنا خسارة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أمام صنوه الأردني مضيف الدورة الرباعية الدولية الودية، إلى نقطة الصفر وأقعدتنا على “يطأنا” كما يقال و ردود الأفعال المضطربة تضرب تلقب من حوالينا.!
المباراة الودية الحساسة بطبيعتها المرحلية، كانت تنطوي على مفترق طرق انطباع القبول أو النفور الذي حصل، والآراء كما واقع الحال الفني في الشوط الأول للمباراة تحديداً، كانت على غرار ” طجت لعبت” وعلّي تربح، غضب يرمي بكرة اللائمة الملتهبة على المدرب حسام السيد الذي لم يسخن من تحته بعد، ويطالب وقبل الإمعان بالفشل بعزله و تكليف أجنبي فهمان بدلاً عنه، وآخرون عادوا لترديد نغمة الخيارات الفنية من اللاعبين ووجود من لا يصلح لتمثيل المنتخب، أو من أفل نجمه خارج مجرّة الشباك المشرعة التي تاهت كرته خارجها وهو في حالة انفراد يصعب فيها الإهدار أكثر من التسجيل، مع التذكير بلاعبين ناشطين في دورينا المحلي أو الدوريات الأوروبية وغيرها ليعاد إدخالهم إلى الحسبة، وفي ذلك الخضم حضرت التحليلات الفنية التي وصفّت واقع مباراة بدا فيها عمق ظهرنا مفككا تائها، وتنظيمنا الدفاعي مترهلا، بينما كانت طبول المنددين تقرع بقوة لتوصل فكرتها: استفيقوا من غفلتكم و أعيدوا حساباتكم انطلاقاً من حقيقة تخلفنا الكروي و أنه ليس لدينا كرة قدم.!
ولعل الهيئة التي أطل فيها نشامى الأردن علينا، كان لها ثلثي تأثير كسر الخاطر الجماهيري، سواء أجاءت على حساب تواضع شخصية منتخبنا، أم أنها نتيجة حالة من التطور الذي شهدته الكرة الأردنية وحتى غيرها من أقراننا، في الوقت الذي مازلنا فيه نراوح في المكان وعلى أرضية هشة، وعقلية منغلقة مازالت تبحث عن زمام حسن الإدارة لجميع مقدراتنا الكروية، دون أن تكون الأزمة التي مرت بها البلاد وتداعياتها السلبية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وتكون شماعة لخيباتنا.!
المزاج العام ” كده” حالياً وقد تقلبه نتيجة إيجابية تعوض تدوير الزوايا في ظل التشويش الكروي الذي يطيش حجرنا مع كل هزة، لكن علينا أن نعي بأن إصلاح ما أفسده الدهر، يحتاج لوقت طويل وتخطيط مرتكز على أسس واضحة مناسبة لواقعنا، ووصفات و أساليب وفكر جديد مختلف وأناة من قبل العطار الذي سلمناه دفة مركبنا، ليسير به إلى الوجهة الصحيحة، فاللهم ألهمنا الحكمة و الصبر.
قد يعجبك ايضا