هكــــذا قــــالت فيــــروز

  •   بقلم عبد الخالق قلعه جي
كنت بدأت أحرفاً أولى للحديث عنه، وعن لقائه الذي تابعه الملايين كما سجلت عدادات المشاهدات والإعجابات على صفحات التواصل ومواقع الانترنت.
سأرجئ الحديث عن كاظم الساهر أو كما يسمونه قيصر الغناء، وعن مسيرة إبداعه الجديرة حقيقة بالتوقف عندها مطولاً بالبحث والاستخلاص.. بعيداً إن استطعت عن دلع النساء وعشقهن.
عناوين أخرى كثيرة.. تتحدث عن هاني شاكر، وحفلتيه في دار الأوبرا، وعن ضجيج صفحات كثيرة بمتابعة زيارته هذه، ورصد حال تلك المعجبة المتيمة بأمير الغناء كما يسمونه أيضاً سنكون معها لاحقاً إن شاء الله.
العذر أستميحكم أصدقائي لهذا التأجيل فهناك حيث نامت في الفردوس المفقود للرقيب أعين، فأطبقت على أعين ثلاثة عشر إلى الأبد جفون.. وجعلت عيوناً من نحيب جاريات كالعيون.
لا نريد أن ننكأ جرحاً ساخناً لما يزل نازفاً ألماً بعد.. ولا نريد أن نملأ أسطراً في وادٍ سحيقٍ غير ذي سمع، يرددها الصدى.. يحكي قصص من أرواحهم لم تحتمل ثِقل جدران وأسقف هوت عليها، بعد أن تغولت جيوب.. وهوت وماتت في قيعان ضمائر.. تعددت الأسباب والانهيارات واحدة.
غير بعيدة عن الذاكرة، السابقات الأخرى.. التي سقطت خلالها أبنية آيلة.. خلفت ضحايا وازهقت أرواحا.. يوم ويومان وجمعة تتسارع وتائر…تُتَقاذف الكرات وتمتلأ صفحات التواصل.. ينفض المولد كأن شيئاً لم يكن.. يعود الفأس ويقع في الرأس من جديد.
لسنا في معرض إلقاء اللوم وكيل التهم جزافاً، ولسنا من هواة جمع اللايكات ولا استثارة عاطفة ولا رشق فقاعات تذروها سويعات.. إنما هي بعض وجع وألم وأسئلة غير قليلة مازالت تنتظر الوصول وإماطة اللثام عن الجواب.
كثيرة هي الآثار السلبية التي تنجم عن انتشار مناطق المخالفات والعشوائيات على الصعيد المجتمعي، حيث يغيب الدور الأسري وتنتشر ظاهرة التسرب المدرسي وعمالة الأطفال بوقت مبكر تحت ضغط الحاجة أحياناً وغياب الوعي أحياناً أخرى، ما يفًتح الباب واسعاً أمام أشكال من سلوكيات تحمل الكثير من الخطورة على المدى المتوسط والبعيد.
خطورة لن تقف عند انتشار الأمية وجنوح الأطفال واليافعين والغياب التام لمنظومة القيم الفكرية والثقافية والمجتمعية، التي يجب أن تقدم الحصانة والمناعة لجيل يطفو على سطح الحياة، لتحل محلها أخرى هي بالتأكيد لن تحمل الخير إن كان حاضراً أو مستقبلاً، ولتبقى بعيدة عن الاستقرار المجتمعي وعرضةً كما الأبنية آيلةً للسقوط والانهيار.
أسباب وأسباب.. أدت إلى نشوء مناطق المخالفات هذه والعشوائيات، يتصل بعضها بداية بالتخطيط العمراني غير الاستراتيجي للمدن، والذي لم يأخذ بعين الاعتبار الزيادة السكانية الطبيعية المتوقعة، ولم يلحظ الجانب الآخر المتعلق بالهجرة إلى المدينة لأسباب تتعلق بتأخر التنمية المحلية الريفية، وأخرى تتصل بالعملية الزراعية وغيرها.. ما يجعل هذه الهجرة سبيلاً للحصول على فرصة عمل يمكن أن توفرها المدن عادة سواءً في القطاعين العام أو الخاص.
الأسعار الكاوية للسكن في المناطق المنظمة شراءً أو إيجاراً واحداً من أهم الأسباب أيضاً التي تسهم في الدفع باتجاه تلك المناطق التي تقوم على أطراف المدن وفي محيطها وفي مناطق خارج النطاق العمراني.
عشرات من السنين تزيد عن نصف قرن عمر هذه المناطق، التي شهدت زيادةً في عددها وتوسعاً في مساحاتها وانتقالاً إلى البناء العمودي – بطوابق تتعدى الخمسة أو الستة –  والذي يفتقر إلى أدنى مقومات الانشاء الهندسي والسلامة العامة فضلاً عن الشروط الصحية والبيئية.
المجالس المعنية تلقي اللوم عادة على من سبقها من أعضاء المجالس السابقة، فيما يتصدر الأولويات النأيُ بالنفس عن تحمل المسؤولية تجاه هذه المخالفات، التي بنيت في الليل جنح الظلام، وفي وضح النهار بعضها الآخر.
على أرض الواقع ما من إجراءات فعلية رادعة، للجم أبنية الموت هذه، وبعض الضمائر، وما من مشاريع وبرامج عمل يتم الاشتغال عليها بذهنية مختلفة وغير نمطية.. تسد الذرائع وكل الثغرات، التي تغذي شريانات تقصير أو فساد يستمر بالحال على ما هو عليه، إلى أجل غير مسمى.. إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
نمني النفس مع مجلسي المحافظة والمدينة المنتخبين مؤخراً أن يكون هناك سعي حقيقي للعمل على هذا الملف بشكل إيجابي جدي مختلف، وفق برامج زمنية لا تقبل الانزياح ولا التسويف ولا التأجيل.
منع أي مخالفة جديدة يمكن أن تكون، وتطبيق الضوابط بكل الحزم والاستمرارية بحق المخالف أياً يكن وكل من سهل وقصر وتغاضى وتواطأ، لقاء حفنة مما ارتضى أن يبيع بها نفسه وضميره.
 العمل على إصدار الدراسات التفصيلية لمعظم بقع المخطط التنظيمي المعدل وذلك وفق الأولويات التي تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات السكانية والسكنية الحقيقية وإمكانيات أهلنا المالية، وتقديم كل التسهيلات بعيداً عن البيروقراطية المقيتة وتكريس العمل بروح القانون  و تلافي كل الثغرات والسلبيات التي أفرزتها مناطق المخالفات تلك.
ولمن يحاول حجب الشمس بإصبعه وهو يشهد ويشاهد الطوابق الستة والسبعة التي ارتفعت مخالفة.. كفى تذرعاً فقد آن الأوان لأن يتم تعديل النظام الطابقي الحالي المعتمد والمُلتَزَم به فقط على الورق، ليكون مناسباً وفق ضوابط.. يلبي حاجة الناس ويسحب البساط من تحت أقدام تجار البناء أولئك، ويعود بالفائدة على صناديق مجلس المدينة.
سبعمئة وثلاث وخمسون تحصيها علي  صفحة “الوورد”.. وفي النفس الكثير الكثير مما يستمر به الحديث وعنه.. بعض من رسائل محبة نتمناها تصل.. تقول فيروز ايه في أمل.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار