بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
كنت أمشي في الحديقة المجاورة للمسجد فإذا بمجموعة من زهرات الياسمين متساقطة على الأرض بكامل أناقتها وعبقها.
بشكلٍ عفويٍ دنوت إلى الأرض لألتقط تلك الزهرات قبل أن يمرّ البعض فيمشي عليها غير عابئٍ بها.
تذكرت بعض مجالس العلماء في المدينة العظيمة حلب، تلك المجالس التي كنت أشاهد فيها طبقاً كبيراً من الياسمين يوضع بمكان قريب من الشيخ الذي يلقي الدرس على المسامع، وكأنه يقول لنا أكرموا الياسمين، وأكرموا من يشبه الياسمين ، الياسمين ذلك الشخص الذي يقطُرُ حبّاً ويفوحُ تواضعاً، كلما تحدّث أطربنا بشذا كلماته، فإن غاب فمواقفه نقشت بالذاكرة أجمل القصص.
نعم الياسمين: كأصحاب الأخلاق الحميدة، لا يُرهقنا بالبحث عنه فعبيرُه يُرشدنا إليه، يأخذ بمجامع قلوبنا ويجذبنا نحوه حباً واحتراما.
لا يكتفي بأن يمنح المارة الظل، بل لا يتركهم إلا وقد أهداهم من عبيره ما يُبهج أنفسهم.
الياسمين أستاذ التهذيب النفسي ومعلم التواضع والتضحية، فهو عندما يكون على شجرته فوق الرؤوس يكون نضراً وفوّاحاً، وعندما يتساقط إلى الارض يحاول أن يؤدي الدور نفسه حتى يستهلك كل كيانه.
جدير بالياسمين منا الوفاء ، الذي تسير رائحته بخفّةٍ وحنان لتبهج أنفاسنا .