الجماهير || وسام العلاش
كل شيء يتوقف عن مساره في الحروب والأزمات إلا التجارة كونها الوسيلة الرئيسية لكسب الرزق وفي كل الأحوال لا يُعدم الناس سبلاً للكسب وفتح طرقاً لضمان حركة البيع والشراء.
وطبعاً الدوران الأكبر لنشاط أي نوع من التجارة يعود لمفرزات الواقع الحالي الذي نعيشه حالياً فالحرب الكونية على بلدنا الحبيب أدت إلى دمار في البنية التحتية ومالم يدمر فقد خرج عن الخدمة، ومن بينها قطاع الكهرباء أحد أهم حوامل الطاقة في الاقتصاد.
واليوم تنشط تجارة بيع الأدوات المنزلية الكهربائية “المستعملة ” في الأحياء والريف الذي لم يتم تغذيته بالكهرباء، لسبب بسيط أن المواطنون الذين يقطنون هذه الأحياء يقومون ببيع أدواتهم المنزلية الكهربائية (غسالة -ثلاجة- براد ….) لعدم وجود التيار الكهربائي لتشغيلها أو الاستفادة منها إلا من توفرت له (البحبوحة) المادية فإنه يعتمد على تشغيلها بواسطة “الأمبيرات “.
هذه الأدوات تباع بحسب ما أوضح لنا أحد الباعة في هذا المجال بأسعار لاتصل إلى ربع سعرها الحقيقي عندما تكون جديدة فمثلاً الثلاجة تباع ما بين /350-600/ الف ليرة وهي بحالة جيدة وجاهزة للاستعمال بينما يبلغ سعر الجديدة وبنفس المواصفات المليون والنصف مليون ليرة ناهيك عن الفروق بالأسعار فالمواطن الذي يقطن في الأحياء التي تصلها التغذية الكهربائية يبيع أدواته بسعر أعلى عن الذي لا تصله التغذية الكهربائية إلى أن أصبحت الأخيرة مقصد الكثير من المستفيدين من الكهرباء حتى غدت سوقاً لهم لابتياع ما اشتهت أنفسهم من أدوات كهربائية وبسعر زهيد.
ومع هذا الواقع المفروض ترى الحسرة على وجوه أصحاب المناطق غير المخدمة بالكهرباء لاضطرارهم بيع أدواتهم الكهربائية للمستفيدين منها وقدرته على شراء مايحلو له من أدوات وبسعر يناسب دخله والمتحكم الوحيد في هذه الظاهرة هو الكهرباء
أما في حال وصول التيار الكهربائي لعموم مدينة حلب فإن أسعار الأدوات الكهربائية سترتفع، ولكن مع بقاء الحال المعيشي كما هو فلا حاجة هنا للأدوات الكهربائية في ذلك الوقت .