شام الوطن

•• بيانكا ماضيّة
ربّما من نافل القول أن السوري أنّى حل أظهر إبداعاته وتفوقه في المجال الذي يعمل فيه، وبالتالي فإن رفع علم وطنه في أي مكان هو فخر له ولوطنه ولأبناء وطنه.
ولكن من حمل أخيراً هذا العلم ليتوج في مسابقة تحد للقراءة هو شام، شام البكور التي من خلال متابعتنا لها في غير لقاء أظهرت تمكناً من اللغة العربية قلما يحوز به أقرانها في هذا العمر، وفي هذا إشارة إلى ماتفعله القراءة الجادة في نفس القارئ، إذ تجعله متمكناً من لغته، بارعاً في انتقاء المفردات والألفاظ التي تحتويها اللغة.
ليس هنا صلب الموضوع وحسب، بل في فوز الطفلة شام على ٤٤ دولة تقدم منها الأطفال إلى هذه الجائزة، فتحتل المرتبة الأولى كما حلمت وحلم أفراد عائلتها بل وحلم جميع السوريين بذلك، فأدخلت الفرحة إلى قلوبنا، في الوقت الذي نبحث فيه عن أي شيء يدخل إلى قلوبنا الفرح الذي يعاديه الألم والبؤس الذي نشعر به على غير صعيد في حياتنا المعيشية..
نعم مازلنا نبحث عن الفرح ونلهث خلفه، لأنه لم يعد لنا طاقة بعد كل ماحل بنا على الحزن والألم، فكل شيء من حولنا يجعلنا نوغل في التفكير وفي الأسى وفي البحث عن مداخل أخرى تجعلنا نصمد في وجه هذا الإعصار الاقتصادي الذي يحيط بنا من كل الجوانب..نعم، لم يعد لنا طاقة على هذا البؤس، ويأتينا خبر فوز الطفلة شام ليدخل الفرح إلى قلوبنا المهترئة، وفرحنا كأننا نحن الفائزون بالجائزة..
ولفتتني صورة لشام ووالدتها إذ ترفع الأخيرة عينيها إلى السماء شاكرة الله على هذا الفوز الرائع، كيف لا، وقد قدمت لابنتها الرعاية والعناية وماتحتاجه من كتب لقراءتها حتى تستطيع الدخول في المسابقة، فنالت ماتمنته لابنتها من حلم قد أصبح حقيقة أخيراً.
هنيئاً لشام هذا الفوز، وهنيئاً لعائلتها ولنا نحن السوريين، لكن أمام هذه الطفلة مشوار طويل مازالت فيه بحاجة لعناية ومساعدة واهتمام وخاصة من قبل الدولة لكي تستطيع متابعة هذا المشوار الذي يشي بالكثير من التألق والنجاح، فلابد من تضافر عوامل عديدة لكي تتابع الطفلة شام وغيرها من الأطفال الموهوبين مسيرتهم في هذه الحياة فيبرزوا في غير مجال من مجالات الإبداع والتفوق والمهارة، وفي هذا يكمن الفرح الحقيقي الذي نحتاجه على غير صعيد من أصعدة الحياة.
⬇️⬇️⬇️⬇️
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار