•• عتاب ضويحي
لا تمنح الألقاب جزافاً بل تعطى لمستحقيها بجدارة، وليس شرطاً أن تبلغ من العمر عتيا لتنال لقباً، بل يقاس عمرك بحجم عطائك وطموحك ونجاحك، كما فعلت الطفلة شام، سبعة أعوام قلبت المعادلات والموازين، غيرت نظرة الكثيرين للحياة، سبعة أعوام يقابلها 100 كتاب آلاف المفردات، مئات الأفكار، ترجمت بلسان فصيح ونطق سليم ومخارج حروف صحيحة،مانحة إياها لقب البطولة، وثقة بالنفس في أوقات عصيبة هزت ثقتنا بأنفسنا، سرقت أجمل الأيام والأحلام وزرعت عوضاً عنها أقسى الأيام وأصعبها، وضربت بأحلام الكثيرين عرض الحائط، لتطل شام بوجه طفولي بريء وإرادة بطل، تثأر من كل مامررنا به، ومن كل مخلفات الحرب وإرهاصاتها في كل مناحي حياتنا، تثأر ثأراً جميلاً محبباً، مؤكدة أن مستقبل أطفالنا بخير، صحيح أن مامررنا به كسوريين أصعب من أن نوصفه ونختزله بكلمات، لكن السوري أينما حل كان ولا يزال مثالاً وقدوة، استطاع أن يثبت نفسه في كافة الميادين، عالماً، مفكراً، مخترعاً، منجزاً، محباً للعلم، للعمل، للإبداع والابتكار.
شام وغيرها من الأطفال ممن يحتاجون الفرصة والرعاية للظهور، لإثباب قدراتهم، هم ثأرنا من كل مامررنا به ولازلنا نتجرع مرارته، ثأر من أيام عجاف أينعت سنابل خيرها وأوشكت أن تؤتي أكلها الدائم.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام