مقاربات المشهد في الشمال السوري … و التصريحات التركية

عبد الكريم عبيد

من يتأمل المشهد العام في منطقة الشرق الأوسط و تركيا وجوارها من الدول الأوربية وصولاً إلى أوكرانيا حيث الحرب ” العالمية الثالثة ” الدائرة بالوكالة حيث تقاوم روسيا الاتحادية أطماع الدول الأوربية والغربية وأمريكا ورأس حربتها أوكرانيا في الهيمنة على العالم  ….

روسيا تصر على خلق نظام دولي جديد والذي يتبلور الآن في ظل انحسار الدور  الأمريكي عن ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف السوري ….

تركيا الآن تتصدر المشهد السياسي بتصريحاتها التي تسابق الزمن الذي لم يعد في صالح أردوغان  وحزبه  .

بالأمس القريب يصرح التركي بأن هناك تنسيق على المستوى الأمني مع الدولة السورية التي لديها تجربة كبيرة في محاربة المجموعات الإرهـ.ـابية وكأنه يريد أن يقول  أنه  هو يحارب الإرهـ.ـاب أيضاً إلا أن  هذه الأكذوبة  لم تعد تنطلي على أحد ..

بعدها عقد اجتماع للمجموعات الإرهـ.ـابية المسلحة في غازي عنتاب برعاية أمنية تركية وأبلغت قادة الفصائل المسلحة بجملة من المعطيات والمستجدات التي فرضتها التطورات على الساحتين العربية والدولية  بالإضافة إلى الوضع الداخلي التركي الذي أضحى منهكاً وانحدر المستوى الاقتصادي والضعف التنموي والذي بدأ واضحاً .في المؤشرات  الاقتصادية  العالمية .

إذاً آردوغان وحزبه أمام تحديات كبيرة وبخاصة أن هناك انتخابات حزبية ومعدلات قياس الرأي العام التركي تظهر تراجعاً كبيراً في شعبية حزب العدالة والتنمية، وكذلك زعيمه آردوغان الذي سيخوض في مطلع العام القادم انتخابات الرئاسة وأحزاب المعارضة التي يشتد ساعدها وتنسق الآن للإطاحة بآردوغان وحزبه .

بمعنى الداخل التركي بما يعانيه لم يعد يحتمل هذه التبعة جراء السياسة الأردوغانية .

أضف إلى ذلك السخط الذي يبديه الشارع التركي من آردوغان وحزبه في دعمه للإرهـ.ـاب .

حيث حول تركيا وتحديداً المناطق القريبة من الحدود السورية إلى معسكرات لدعم الإرهـ.ـاب وبالتالي شعار صفر مشاكل سقط سقوطاً ذريعاً أمام الرأي العام  .

الآن علاقات تركيا متوترة مع دول الجوار سورية – العراق  -قبرص – اليونان  حتى روسيا وايران اللتين  تستقطبان  اردوغان  إلى جانبهما على مبدأ العصا والجزرة .

هذا التوتر في المنطقة الذي أحدثته السياسة الأردوغانية أظهرت تركيا معزولة في محيطها بدليل انخفاض الليرة التركيا والتضخم الاقتصادي وتدني المستوى المعيشي الذي بدأ يلقي بظلاله على الشارع التركي .

أمام هذه المعطيات  لم يعد أمام حزب العدالة والتنمية إلا أن يغير استراتيجيته  تجاه المنطقة عموماً وسورية خصوصاً في الوقت الذي صار فيه الحليف الروسي يمسك في الملف ويعمل على تحفيز النظام التركي اقتصادياً تارةً والضغط عليه سياسياً  وعسكرياً  تارة أخرى .

تصريحات تركيا لافتة تجاه سورية من التنسيق الأمني إلى حسم الأمر لرفع مستوى العلاقات إلى الدبلوماسي العلني إذا رغبت دمشق في ذلك طبعاً ….. وهو يعمل على ترجمة خطواته هذه عبر الضغط على المجموعات المسلحة لتغيير سلوكها وسلخ جلدها والتحلي بأسماء أخرى وتجميعها حتى تكون بأمرة الأتراك في حال التفاوض في الملفات الدولية الإقليمية  وحتى الداخلية  في الوقت الذي يهدد بالقتل والتصفية  كل مجموعة أو زعيم مجموعة إرهـ.ـابية ، يخرج عن الخط التركي في محاولة منه إرسال رسائل إلى الضامن الروسي  والإيراني وأيضاً الدولة السورية على  أنه صادق في نواياه …

هل ستكون كذلك الفصائل الإرهابية وتكون رهن إشارة بنان المشغل التركي ….؟

البوادر ظهرت بتمرد ما يسمى الفيلق الثالث  وتوابعه على وليً نعمته  وذهب يغازل الأمريكان عبر الانضمام إلى قسـ.ـد الإرهـ.ـابية  .

فماذا سيكون المشهد غداً ….؟

سؤال برسم التطورات المتسارعة ……..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار