▪️محمود جنيد
ليس ذنبنا بأننا تعلقنا بـ#شام كغريق تتلاطمه امواج الحياة العاتية في قلب العاصفة الهائجة، وكل منا يمسك بتلابيبها من طرف، وكأنها المبروك المخلص ومنبع النور والنجاة في آخر النفق المظلم!
قلنا سابقا بأن قصة شام الأسطورية بدأت الٱن بعد إعلان كسبها التحدي، قرأنا فصولا منها ومازلنا على نفس النهم والشغف للمتابعة، نبحث عن السر الكامن خلف هذه الظاهرة التي ألهمت شعبا بل شعوبا وخطفت قلوب العرب وليس السوريين فقط، وكأنها صرعت ذا اللب منهم حتى لا حراك به وهي أضعف خلق الله أركانا، وأصبحت ” تريند” بلا نهاية.
ولأن القراءة هي رياضة العقل التي أجادتها شامنا أو ملاكنا الجميل، وكسبت تحديا تفوقت فيه على ٢٢ مليون طفل تصغرهم سنا على مستوى الوطن العربي، فقد أراد الرياضيون أن يكون لهم حصة فيها حسب مبدأ “كلو ينفد على بعضو” فجاؤوا بها إلى مقر إقامة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم قبل مباراته الودية الأولى مع منتخب محليي الجزائر، بغرض تكريمها على صنيعها المشرف، فانقلبت الآية بعيون السوريين الذين وجدوا بأن حضور شام التي أقرأت المنتخب أمنيات التوفيق، تكريما له ونصرا بحد ذاته لم يحققه.
شام كانت بعيون الرياضيين النموذج الحي للتحدي الذي يحتذى، الموهبة التي يبحث عنها الجميع لتكون شعاع ذهبية أولمبية عالمية جديدة، ليس كطفرة بل ككنوز دفينة ينقب عنها لتؤسس قاعدة يبنى عليها مستقبل مشرق للرياضة السورية في مختلف الألعاب، وتكون حالة عامة متجذرة تنبت منها فروع وثمار الإنجازات التي تشرف الوطن على مر العصور المقبلة.
لا نغالي في تصوراتنا، فنحن شعب يحمل جينات وفطرة الإبداع، ومعادلة شام هنا بدأت من خلال مشرفة اكتشفت موهبة شام، وشجعت الأم الفاضلة لتحتضن وتنمي هذه الموهبة الفريدة، وتضافرت الجهود في الجهات المعنية لتنتج هذا الإنجاز الملهم، دون احتراف منحرف، أو استقدام مدربين أو مشرفين أجانب، أو الالتحاق بمعسكرات خارجية، و لجان ومؤتمرات وخطط خلبية وكوادر ووو، طبعا مع مراعاة الفوارق والتأكيد على الإسقاط المجازي.
كل قبلة طبعها رجال منتخب سورية الوطني الأول لكرة القدم على وجنتي شام، كانت تعبر عن الامتنان لأنها علمتهم كيف لأضعف خلق الله أركانا أن يبهج شعبا، لأنها حملت لهم في جعبتها مفردات ومحفزات وروائز الانتصار ليتدرّعوا بها.. لأنها منهم.. من سلالة شعبهم، التي أقرأتهم سبل ومنهج القوة والإرادة، بعد أن تلت عليهم قصيدة الوطن للشاعر الراحل الكبير نزار فرا بحضور ملائكي آسر، مضفية عليها بعدا آخر من فطرتها وروحها النقية الطاهرة ..
هم ( المنتخب) خسروا بعدها مرتين مع محليي الجزائر، لكن عزاءهم بأنهم سبق وفازوا بلقاء شام، لعل وعسى أن يأتي اليوم وتنهض رياضتنا كما فعلت شام من تحت ركام اليتم والمعاناة، وحلقت بنا دون أن تعلق ثوبها الملائكي الابيض على مشحب أزمة الحـ.ـرب التي انتصرت عليها!!
قد يعجبك ايضا