▪️محمود جنيد
فعلها المنتخب السعودي وهزم أرجنتين ميسي، في أولى مبارياته في مونديال قطر 2022 بعد مواجهة ملحمية للنسور الخضر دخلوا فيها التاريخ من أوسع أبوابه.
قبل المباراة لم يكن كما بعدها، هناك من توقع مهرجان اهداف سيقيمه المنتخب الأرجنتيني في شباك نظيره السعودي، و الاستفتاءات كانت تتمحور حول عدد الأهداف التي سيسجلها راقصو التانغو، و إن كان بإمكان السعوديين زيارة شباك الخصم الذي قلد صكوك النصر منذ لحظة القرعة، لكن الواقع وكرة القدم شيء آخر تعطي من يعطيها، ولا كبير فيها إلا بالبذل و العطاء، وهو ما فعله نسور السعودية الذين استوعبوا صدمة الهدف الذي تلقاه مرماهم من جزاء، ونصبوا فخاخ التسلل لخصمهم الذي وقع بها مراراً، و داهموه حيث كان، ليقطعوا عنه سبل التحرك بحرية وبناء اللعب والتقدم، كل ذلك لم يأت من فراغ، هناك من قرأ وخطط وحضر، و اللاعبون نفذوا بدقة متناهية، صادمة للخصم بل ولعالم كرة القدم الذي سيحسب المنتخب السعودي الذي حفظ ماء وجه المنتخبات الآسيوية بعد خسارتي قطر وإيران، وجعل الكل في المنطقة فخورا مذهولا من هول المفاجأة المفرحة.
هو درس بليغ لنا، ولكرتنا السورية على وجه التحديد، ونكرر ما حدث ليس ضرب عشواء أو رمية حظ من غير رام، انظروا وقارنوا كحلقة من سلسلة طويلة تحتاج كرة القدم للنهوض، بين مستوى الدوري السعودي من مختلف المناحي، ودورينا الفقير المعتر “اللي ما معو يمشي” لنجد بأنه ليس لدينا شيء اسمه كرة قدم ( العقلية، الفكر، الإدارة، القرار، الشفافية، الرؤية، التخطيط ، العدالة …….).
أحسنت أيها المنتخب السعودي فقد أيقظت النيام، وحلقت بشعبك فوق سحاب الحلم إلى سدرة الواقع السعيد، فهل تستوعب الرياضة و كرة القدم الدرس الذي انتهى لتوه؟!