محمود جنيد
قدم الألمان أنفسهم بصورة ملوثة ليكونوا امثولة أمام العالم في المونديال القطري ..
الألمان خرجوا عن النص ..عن الموضوع الأساسي وهو كرة القدم الذي جاؤوا للتنافس ضمن ملعبه، و دافعوا عن قضية فاجرة خاسرة، فهزموا في الأولى والٱخرة..!
المنتخب الألماني أراد تمرير رسالته ” الشاذة” من خلال حركته الإيمائية، بأطباق أكف لاعبيه على أفواههم ” كم الأفواه” ، تعبيرا عن احتجاجهم على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا” بمنع المنتخبات المشاركة بارتداء شارة تدعم المثلية الجنسية أو ما يسمى “مجتمع ميم” The One Love في مباريات كاس العالم المقامة في قطر، لكن الرد كان قاصما في الملعب على طريقة الرجال الأسوياء، بأسنة رماح محاربي الساموراي ( المنتخب الياباني) التي اخترقت وفتحت شباك منتخب ألماني لم يحترم هنا شذوذ المفاجأة التي طرقت مؤخرته، وصبغت شارة قوس قزح الساقطة بسواد الهزيمة النكراء؛ وأي هزيمة!
طالما تبجح الغرب الموارب، المزدوج المعايير باحترام حرية التفكير والإختيار والمعتقد، إنما كثوب مفصل على مقاسه الضيق، دون التقيد بمبدأ الالتزام في الحرية، وهو الانضباط بممارستها ، وضمن حدود تمنع الترويج لتفشي الشذوذ الهدام بالإطار العام، حدود ترسم الخطوط المرسومة لملعب الحياة والرياضة، ودونها تختلط المصالح وتضيق الحقوق وتعلو اصوات النواح والجدل، لأن الحرية المنفلتة مثل حرية دعم ” مجتمع ميم” في أرض عربية إسلامية لها ثقافتها وعاداتها وعقيدتها يعتبر اعتداء عليها، بنفس الوقت الذي يفتح فيه أبواب الفتن والفوضى على مصراعيها لتكون النتائج هدامة بل ومدمرة!
أما النتيجة ..فكانت عقوبة بليغة تلقاها منتخب المانشافت، الذي ٱن لزبانيته أن يصرخوا النجدة وهم يواجهون خطر الإقصاء من الدور الأول لكأس العالم، أن يدافعوا عن عذرية شباكهم من أن تدكها صواريخ أخرى في قادمات المباريات، بدلا من الدفاع عن ” مجتمع ميم” الذي لا ندري من يحرك توجهات الدعم والمؤازرة له، وهو لا يشكل أي حزب أو منظمة أو مؤسسة مجتمعية ..!!
ما فعله الألمان يوم امس لن يسقط بالتقادم ..سيظل وصمة عار سجلها التاريخ المونديالي وستلاحقه عبر الزمن ..اليوم وغدا !