أما آن لكرتنا السورية أن تخجل من نفسها؟!

▪️محمود جنيد
طوى دور المجموعات من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، صفحة مضيئة في دور المجموعات سيخلدها التاريخ المونديالي، بكل ما حملت من تفاصيل الإثارة والتشويق والإبهار التنظيمي والفني والتقني والجماهيري، و”الريمونتادات” والمفاجآت التي لم توفر كبيراً، إذ كانت العصا الآسيوية والأفريقية حامية وشديدة الوقع على أجناب الأرجنتين والبرازيل، وفرنسا، وألمانيا التي خرجت تجر أذيال الخيبة والعار من دور المجموعات للمونديال الثاني على التوالي.!
وبالنسبة لنا كجمهور سوري فقد كتب علينا، أن نتابع المونديالات عبر تاريخها على الهامش دون أن يكون لنا حصة من ناقة أو جمل، بينما نكنّي أنفسنا على منتخبات نحرق أعصابنا ونستنزف طاقاتنا بمتابعتها بانتماء حسي ولاعبوها ومواطنوها لا يعرفون أين تقع سورية على الخريطة، لنسأل أنفسنا ونحن نشعر بعقدة النقص تلك، أما آن للكرة السورية أن تخجل من نفسها، وتخرج رأسها من التراب لترى أين وصلت كرة القدم بصورة عامة، و الآسيوية في مونديال قطر تحديداً ؟ وقد حققت حضوراً تاريخياً بتأهل ثلاث من منتخباتها إلى الدور ثمن النهائي( اليابان، كورية الجنوبية، أستراليا) ، وحتى لا نبتعد كثيراً يمكننا أن نشير إلى الأقران والمنتخب السعودي هنا الذي هزم الأرجنتين أحد المرشحين للقب، وكان الطرف الأفضل في مباراة بولندا التي كانت بوابة عبوره إلى الدور التالي لولا سوء الطالع والأخطاء التي ممكن تلافيها، في حين مازالنا غير قادرين على برمجة مسابقاتنا السورية المحلية وأجندتها بصورة مستقرة، ونواصل لعن الظلام ونعلق تخلفنا وفسادنا على الشماعات، بدلاً من إشعال شمعة الإصلاح!
المشكلة في الموضوع بأن خيط اللعبة كله واضح للعيان، لكننا ضالون وغير قادرين على الإمساك برأسه وسحبه باتجاهنا لنسج واقع مغاير لكرتنا، بدليل إدارتنا العشوائية الارتجالية، ومواردنا البشرية و المادية المبدّدة، ومسابقاتنا المحلية المترهلة (أحياء شعبية)، وقواعدنا المهزوزة التي لا يمكننا أن نبني عليها خيمة، والأندية غير القادرة على إدارة اللعبة في ظل الاحتراف المضحك الذي أنهك خزائنها الفارغة، والبنية التحتية المنشآتية المتهالكة..!
وبعد ..؟ ماهو الحل؟ و الجواب إن كنا غير مؤهلين لاستيعاب كل الدروس من حولنا و المناهج المطبقة من قبل أقراننا، فما لنا إلا الياباني الكرتوني( الكابتن ماجد) وتجربته مع البطولة التي تكاد تخرج من الشاشات لتمثل في الواقع، فقط علينا أن نشد الرحال في رحلة الألف سنة ضوئية صوب المجرة الأخرى لكرة القدم !!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار